تشتدّ المنافسة بين المرشحين الأربعة لنيل جائزة "غونكور" للرواية، أهم جائزة أدبية فرنسية، التي ستعلن غداً الثلاثاء في باريس بعد مداولات لجنة التحكيم. وحسب ما تتداوله الصحف الفرنسية، فإن الكاتب الفرنسي من أصل تونسي، هادي قدّور، هو الأوفر حظاً لنيل جائزة هذا العام عن روايته "المتفوقون" الصادرة عن "غاليمار". غير أن لا أحد يستطيع التكهّن بفوز محتوم لقدور؛ ذلك أن تاريخ الـ "غونكور" يعكس تعلّق أعضاء لجان التحكيم بحس المفاجأة والذهاب عكس تيار التوقعات.
إضافة إلى قدّور، ضمت اللائحة القصيرة والنهائية التي أعلنت عنها لجنة التحكيم في متحف باردو في تونس العاصمة في بادرة استثنائية، الكاتب ماتياس إينار صاحب رواية "البوصلة" الصادرة عن "آكت سود" وتوبي ناتان برواية "هذه البلاد التي تشبهك" الصادرة عن "ستوك" والكاتبة ناتالي أزولاي، وهي المرأة الوحيدة في القائمة القصيرة، بروايتها "تيتوس لا يحب بيرينيس" الصادرة عن "بول".
إلى جانب توقعات الصحافة الثقافية، أظهر استطلاع للرأي أنجزته مجلة "أسبوعية الكتب" المتخصصة في شؤون النشر، أن تسعة من أبرز النقاد الفرنسيين يتوقعون فوز قدور وروايته التي تسرد قصة مدينة عربية متخيلة في الشمال الأفريقي خلال فترة الاستعمار الفرنسي مستهل العشرينيات من القرن الماضي؛ لأنّها، وفقاً لهم، مكتوبة بلغة شعرية راقية وأسلوب سلس يجعلها في متناول قرّاء الرواية.
غير أن حظوظ قدور قد تتضاءل لكونه فاز الأسبوع الماضي بـ "جائزة الأكاديمية الفرنسية للرواية" مناصفة مع الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، وسبق له أن فاز بـ "غونكور للرواية الأولى" عام 2005 عن عمله "فالتنبرغ". كما أن روايته "المتفوقون" موجودة ضمن القائمتين القصيرتين لجائزتين أخريين، هما جائزة "فيمينا" التي يُعلن الفائز بها الأربعاء المقبل و"ميديسيس" التي ستعلن الخميس.
يشار إلى أنّ قدّور من مواليد عام 1945 في تونس من أب تونسي وأم فرنسية. ويُدرِّس حالياً الأدب الفرنسي في عدد من الجامعات الفرنسية ومعهد الدراسات السياسية في باريس. ويشغل أيضاً منصب رئيس تحرير مساعد لمجلة "شعر" الفصلية. وبدأ مسيرته الإبداعية كشاعر، ونشر عدداً من الدواوين قبل أن ينتقل إلى كتابة الرواية وينشر روايته الأولى.
يبقى أن المنافس الجدّي والقوي لقدّور في نيل "غونكور" هو الكاتب الفرنسي ماتياس إينار صاحب رواية "بوصلة". والذي عُرف في السنوات الأخيرة بعد أن نشر أربع روايات لاقت نجاحاً. يُتقن إينار اللغة العربية وهو متخصص في الدراسات الاستشراقية.
تتناول روايته "بوصلة" معضلة التواصل بين الغرب والشرق بعيداً عن الكليشيهات النمطية والجاهزة عبر قصة عالم موسيقي يدعى فرانز ريتر يحاول أن يتغلب على الأرق ذات ليلة في فيينا، ويغرق في ذكريات حياته الماضية مستحضراً اللقاءات والأحداث التي عاصرها في إسطنبول وحلب ودمشق وتدمر وطهران.
اقرأ أيضاً: الموسم الأدبي الفرنسي: صيف وخريف من الروايات