ينتمي الباحث والمناضل الفلسطيني حنا إبراهيم ميخائيل (1935 – 1976) إلى جيل من الأكاديميين الفلسطينيين الذين نالوا درجة الدكتوراه من جامعات غربية في فترة مبكرة مثل إلياس شوفاني (1932 -2013) وإبراهيم أبو لغد (1929 – 2001)، وتفرّغوا للعمل الوطني ووضع خلاصاتهم الفكرية في مؤلّفات حول الصراع العربي الصهيوني.
ترك الراحل التدريس في "جامعة واشنطن" عام 1969، والتحق بصفوف الثورة الفلسطينية وتركّزت مهامه على متابعة الاتصالات الخارجية مع الشخصيات والقوى في أوروبا الغربية حيث ساهم في تأسيس لجان الصداقة وشبكة من الاتصالات، وتمكن من إقامة أمتن علاقات مع اليسار الفرنسي والإيطالي والأمريكي، وواصل النصال حتى استشهاده في لبنان.
تعقد "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" عند السادسة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء في "متحف محمود درويش" في رام الله ندوة إشهار كتاب "غُيِّب فازداد حضوراً.. حنا إبراهيم ميخائيل (أبو عمر)" من إعداد رفيقة دربه المناضلة جهان حلو (تزوجا عام 1972) وتقديم شريف كناعنة، والتي يتحدّث فيها كلّ من لورد حبش مهند عبد الحميد إلى جانب المؤلّفة، بتنظيم مشترك مع "معهد إبراهيم أبو لغد/ جامعة بيرزيت" والمتحف.
يمثّل الكتاب "قصة حياة الغائب الحاضر أبداً حنا أبو عمر، الحافلة بالتميز العلمي والفكري، وبالنبل، وبتجربة ثورية رائدة أقرنت الفكر بالممارسة، ووحّدت المثقف بالمناضل. قصة حياة واختفاء مؤلمة، طرحت أسئلة الحق في الحياة والحق في المعرفة، بحسب بيان المنظّمين.
يضيء الكتاب على سيرة ميخائيل الذي وُلد في مدينة رام الله، وحصل على منحة دراسية من "جامعة هارفرد" عام 1952 والتي درس فيها حتى نيله درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، ومارس التدريس لعدّة سنوات قبل تفرّغه للكفاح المسلح، كما انضم إلى "مركز الأبحاث الفلسطيني" و"مركز التخطيط الفلسطيني" وكان عضو هيئة تحرير "مجلة شؤون فلسطينية".
اهتم ميخائيل بعدّة مواضيع فكرية مثل "الثورة الفلسطينية والثورة القومية الديمقراطية العربية"، و"المجتمع العربي"، و"نضالات الجماهير العربية في فترة ما قبل الاستعمار"، وقدّم دراسة في الموضوع الأول نشر منها عدّة أجزاء قبل استشهاده، ورأى فيها أن "الكيان الصهيوني يمثل الامتداد الاستيطاني للإمبريالية المعاصرة في المنطقة العربية، والمخفر الأمامي لحماية مصالح الإمبريالية، وضمانة استراتيجية سيطرتها واستغلالها لثروات الشعوب العربية".
لم يكمل ميخائيل دراسة ثانية حول فترة ما قبل الاستعمار، وأنجز منها مقدمة وأربعة فصول فقط حول البنيان التحتي للمجتمع، والتناقضات الخارجية ونضال الأمة من أجل حلها، والصراع الطبقي أو التناقضات الأساسية ونضال الجماهير من أجل حلّها، بحسب مقال لإلياس شوفاني.
تشير جهان الحلو في مقال سابق إلى أن أبو عمر "نبّه إلى خطورة المضي في أوهام إقامة دولة فلسطينية مستقبلة قبل حدوث تغييرات جوهرية على صعيد موازين القوى الذاتية، وعلى صعيد حركة التحرير العربية والعالمية، فضلاً عن أهمية ترافق ذلك مع نمو تيار ديمقراطي داخل "إسرائيل" معادٍ لسياساتها الاستعمارية العنصرية...".