ذكرت قناة "فوكس نيوز" الأميركية، أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو رفض الاستماع إلى ما وصفته بـ"التسجيل الصوتي المزعوم" فيما يتعلق بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي لتجنب أي ضرر بالاتفاقيات مع الرياض.
ونقلت "فوكس نيوز"، اليوم الإثنين، عن مسؤول أميركي، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن مديرة وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) جينا هاسبيل، زارت تركيا الأسبوع الماضي، واستمعت إلى تسجيل صوتي متعلق بقتل خاشقجي، إلا أن بومبيو رفض الاستماع له أو رؤية أي وثائق.
وأشار المسؤول أن عدم استماع بومبيو للتسجيل كان مقصوداً حيث أنه في حال استماعه له فسيكون "مضطراً للإدلاء بتصريح حوله"، إلا أنه لا أحد ينتظر من مديرة الـ(CIA) أي تصريحات.
وأضاف المسؤول أن "هذا الوضع يعني الكثير (الاستماع إلى التسجيل)، إذا أن الاتفاقيات، والامتيازات (مع السعودية) كانت ستتوقف، وتبدأ التحقيقات الجنائية في السعودية، وسيتم تطبيق العقوبات ولن يكون ذلك سهلاً، لأن الأتراك يملكون كل الأوراق بأيديهم".
وقال "إن أي اتفاق يبرم بين واشنطن والرياض أو امتياز بينهما -إذا كان ضد أنقرة أو حال صدور تصريحات تزعج الأتراك -فبإمكانهم تسريب التسجيل الصوتي إلى الرأي العام وحينها ستقوم القيامة"، وفق تعبيره.
وتتواصل المطالبات التركية والدولية للسعودية بالكشف عن مكان جثة خاشقجي والجهة التي أمرت بتنفيذ الجريمة.
وبعد اجتماع دام حوالي 75 دقيقة، بين النائب العام السعودي، سعود بن عبدالله المعجب، والمدعي العام التركي في إسطنبول، عرفان فيدان، خرج وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو اليوم ليؤكد أن المعجب اعترف بأن جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي كانت مدبرة.
وقال جاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي إن "النائب العام السعودي اعترف بأن جريمة خاشقجي تم التخطيط لها من قبل"، مشدداً في الوقت نفسه، على ضرورة أن تستكمل السعودية التحقيق في مقتل خاشقجي في أقرب وقت ممكن.
وأكد أن "النيابة العامة التركية في التحقيقات التي تجريها مع الاستخبارات وقوى الأمن تعمل ما بوسعها لمعرفة كل التفاصيل ومن يقف خلف الحادثة"، مستدركاً بالقول "لكن لم يتم الوصول إلى جثمان خاشقجي، لذا ولأن الجناة هم في السعودية الآن، فإن المسؤولية الكبيرة تقع على السعودية".
وبعد صمت دام 18 يوماً، أقرت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها، إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعودياً للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة.
وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداها عن أن "فريقاً من 15 سعودياً، تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".
وأفاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بوجود "الكثير من الخداع والأكاذيب" من طرف السعوديين في قضية خاشقجي، تعليقاً على تعدد الروايات التي تصدر عن السعودية حول الواقعة.
وأعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، أنها تلقت "معلومات" من الجانب التركي تفيد بأن المشتبه بهم قتلوا خاشقجي "بنيّة مسبقة".
(العربي الجديد، الأناضول)