لم يتبق سوى يومين على عقد جلسة البرلمان العراقي المقررة بعد غد الثلاثاء، والتي من المفترض أن تشهد عرض رئيس الحكومة عادل عبد المهدي أسماء المرشحين للحقائب الوزارية الشاغرة، في وقت تحدث مسؤولون عن "فيتو" جديد عرقل مسارات حوارات إكمال التشكيلة الحكومية.
وقال قيادي بارز في الحزب الشيوعي العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحوارات بين الكتل السياسية بشأن مرشحي الحقائب الوزارية لم تسجل تقدماً بشأن إمكانية التوافق، خاصة فيما يتعلق بحقيبتي الدفاع والداخلية"، مبينا أنّ "تحالف سائرون أبلغ الكتل أنّه لن يصوت على مرشح الداخلية فالح الفياض مهما كان، وأي مرشح من تحالف المحور للدفاع، ما يعني أنّه أعلن فيتو على هاتين الحقيبتين".
وأكد القيادي ذاته أنّ إبلاغ تحالف سائرون، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، للكتل "شلّ مسارات الحوارات وجمّدها، في وقت كانت هناك طروحات ومحاولات للتقريب بين وجهات النظر المتقاطعة، ما يعني أنّ قرار سائرون قطع الطريق أمام أي فرصة لإكمال التشكيلة الحكومية خلال جلسة الثلاثاء، إذ إنّ هناك صعوبة كبيرة في التوافق على المرشحين في الوقت المتبقي لعقد الجلسة"، مشيراً إلى أنّ "الخلافات بشأن حقيبتي الدفاع والداخلية بدأت تؤثر على الحقائب الأخرى، وتعقد من فرص قبولها".
وشدد تحالف سائرون، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، من مواقفه إزاء مرشحي الحقائب الوزارية، الأمر الذي أحبط جهود التوصل إلى حل بشأنها.
من جهته، قال النائب عن تحالف سائرون، بدر الزيادي، لـ"العربي الجديد"، إنّه "لا يوجد أي توافق بشأن حقيبتي الدفاع والداخلية، وهناك انقسامات داخل الكتلة نفسها بشأن مرشحيها للحقيبتين"، مؤكدا أنّ "الأمر معقد جدا، وهناك صعوبة بتمرير مرشحي الحقيبتين داخل البرلمان".
وشدد على أنّ "تحالف سائرون يرفض رفضا قاطعا مرشحي هاتين الحقيبتين، ويجب تقديم مرشحين مستقلين تكنوقراط لهما"، مؤكدا أنّ "تحالف سائرون سيستمر بموقفه الرافض لأي مرشح غير مستقل لهاتين الحقيبتين".
وأضاف: "لدينا كثير من القادة الميدانيين في الوزارتين من المستقلين، من المفترض أن يتم اختيارهم للحقيبتين"، مؤكدا "عدا ذلك لن نقبل، ولن نصوت لأي مرشح متحزب".
من جهتها، استبدلت مليشيا العصائب مرشحها السابق لحقيبة وزارة الثقافة، بعد اعتراض سائرون عليه، وقدمت مرشحا جديدا.
وقال النائب محمد البلداوي، في تصريح صحافي، إنّ كتلته "استقرت على ترشيح إياد العنبر البصري لحقيبة الثقافة، بعد الاعتراض غير المبرر على المرشح السابق حسن الربيعي".
وأكد البلداوي: "أرسلنا اسم المرشح إلى رئيس الحكومة عادل عبد المهدي لطرحه على التصويت في جلسة يوم الثلاثاء".
يشار إلى أنّ هناك شكوكا في قدرة البرلمان على عقد جلسته يوم الثلاثاء، بعد أن فشل بعقدها يوم الثلاثاء الماضي، واضطر لتأجيلها بسبب الخلاف على مرشحي الحقائب الشاغرة.
وما زالت ثماني حقائب وزارية شاغرة في حكومة عبد المهدي، من أصل 22 حقيبة وزارية، في حين يواجه بعض الوزراء الذين حصلوا على ثقة البرلمان محاولات لسحب الثقة منهم، بسبب الخلاف السياسي.