ينعكس الواقع الذي فرضته موجة اللجوء والهجرة السورية على تقبّل الجمهور لمادة سينمائية دون أخرى مما تقدمه المهرجانات، وهذا ما لوحظ خلال اليومين الأولين من الدورة 53 من "مهرجان فيينا السينمائي" الذي يتواصل حتى الخامس من الشهر المقبل.
لعل السينما الوثائقية تستفيد من قدرة أكبر على عكس الواقع، إضافة إلى فرصة التوثيق السريع للأحداث. يمكن اعتبار فيلم "لامبيدوزا في الشتاء" للمخرج النمساوي ياكوب بروسمانس أكثر فيلم جلب الاهتمام إليه، رغم أنه يتناول قضية الهجرة من زاوية بعيدة نوعاً ما عن القضية السورية، حيث اشتغل المخرج النمساوي على حادث غرق قرابة 400 مهاجر في تشرين الأول/ أكتوبر 2013 بالقرب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
يفتح الفيلم على مآسي أخرى للهجرة عبر البحر، مثيراً في الأثناء قضية "حرية الإقامة" التي يقرّها المجتمع الدولي، دون أن يجد لها تطبيقاً على أرض الواقع، وهي قضية تعيش على وقعها معظم البلدان الأوروبية.
الفيلم الثاني الذي عرف صدى بفعل التركيز على موضوع الهجرة، هو فيلم "فاطيمة" المخرج الفرنسي فيلب فوكون، الفيلم الذي ظهر في فرنسا منذ أسابيع قليلة، ويدرس حالتي اندماج وعدم اندماج الأفراد المهاجرين بعد سنوات من إقامتهم في الغرب.
يعتبر المهرجان، الذي يسمّى بالـ"فيينال"، ثاني أكبر مهرجان في الدول الناطقة باللغة الألمانية بعد برلين، وهو ذو بعد أوروبي أكثر من غيره حيث ينفتح أكثر على سينما الدول اللاتينية وواقعها الاجتماعي.
كان العنوان الرئيسي الذي تحدّث عنه المشرفون على دورة هذا العام هو "الحيوانات في السينما" حيث سيعرض على هامش المهرجان وضمنه أهم الأفلام، وثائقية وروائية (من 1932 إلى 2015) التي كان أبطالها حيوانات، غير أن الأفلام القليلة عن الهجرة طغت على المحور الرئيسي.
اقرأ أيضاً: "فاطيمة": سينما التبشير بالاندماج