تواصل "قوات سورية الديمقراطية" وفي مقدمتها مقاتلو "مجلس منبج العسكري"، تقدمها باتجاه مدينة منبج، بدعم جوي من الطيران الحربي للتحالف الدولي، وفي المقدمة الطيران الأميركي، إضافة إلى وجود عشرات المستشارين الأميركيين في الخطوط الخلفية، ما أدى إلى محاصرة المدينة من ثلاثة جهات، في ظل حركة نزوح كبيرة لأهالي المدينة خوفاً من وصول الاشتباكات لداخل المدينة، في حين تقول "قوات سورية الديمقراطية" إنها "لم تدخل منبج بعد لوجود مدنيين".
وبين المتحدث الرسمي باسم "قوات سورية الديمقراطية" شرفان درويش، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "قوات مجلس منبج العسكري وقوات سورية الديمقراطية لم تدخل بعد مدينة منبج"، موضحاً أنهم "لم يدخلوها بعد بسبب وجود مدنيين في داخلها، وذلك رغم وضعها العسكري المحسوم بالنسبة لنا".
وكان درويش قد وجّه قبل ساعات رسالة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رسالة إلى أهالي منبج قال فيها: "إخوتي الكرام، قد اقترب الموعد المنتظر في تحرير مدينتا من الإرهاب، ونحن نعبر شهر رمضان المبارك، فإن أعداء الله لا يزالون يمارسون الفتنة والتشتت والتفرقة بهدف تأليب الناس ضد بعضها البعض، وأنتم تدركون قبل غيركم أن الحقيقة الساطعة في بلادنا منذ قدم التاريخ تكمن في وحدتنا المشتركة، ومصيرنا الموحد، ومستقبلنا المنشود، يجب ألا نفسح المجال لهذه الأكاذيب والحملات المضللة المبثوثة بين الناس من قبل عقليات لا ترتبط بواقعنا بأي رابطة ولا صلة".
وأضاف المصدر ذاته في رسالته: "تدركون قبل غيركم أن الإرهاب احتكر وخطف ونهب كل ما يمت صلة في الحياة، غير أننا وبالتعاون المشترك، سنعيد الحق والعدل إلى أهلنا الشرفاء الذين عانوا ويلات تحت نير الظلم والقهر من فصائل الإرهاب، ولن نسمح منذ اليوم لأي طرف كان أن يقود مصير ناسنا دون إرادتهم الحرة، فإرادة أهلنا هي من ستقرر مصيرها ومستقبلها وعلى يد أبنائها وأعيانها وشيوخها وجميع الشرائح المتعايشة في المدينة".
وتابع أنه "قبل أيام قليلة كان القائد أبو ليلى، وهو من أبناء منبج الكرام، يمني النفس ويحلم أن يحرر مدينته من الإرهاب، ومن أجل حياة مشرقة لأطفالنا، فقد ضحى هذا القائد المغوار بحياته في سبيل تحقيق هذا الحلم، علينا معاً أن نتحرك وفق هذه الروح، وأن نحول حلم الشهيد أبو ليلى إلى حقيقة مشرقة تغطي سماء مدينتا المنبج، ونكون لائقين للدماء التي تبذل من رحم أبناء منبج".
وورد في رسالة درويش، أنه يدعو "جميع أبناء مدينة منبج العظيمة إلى ألا ينجروا إلى أي فتنة يبثها تنظيم الإرهاب والتوحش، ولا تنخدع بالأقاويل المغرضة، والدعايات المضللة".
وشدد بالقول: "كلنا ندرك كيف يتناقل الفرح والابتسامة بمجرد تحرير أي بلدة وقرية من رجس الإرهاب، ومدينة منبج يليق بها أن تنعم بهذه البشارة السارة مثل غيرها من المدن المحررة، وكي يتحقق هذا الأمر، علينا أن نتكاتف ونتعاون ونتعاضد يداً واحدة لسد الفتنة والتشرذم ومن ثم ندحر معاً أعداء الله الذين بثوا الرعب والذعر ونشروا القتل بين المواطنين المسالمين والأبرياء؛ أبناء منبج الأعزاء، فقد شارف الموعد، أن ننعم في السلام والهدوء، وليكون عنوان المرحلة المقبلة" بالوحدة والتعاون نعيد الحياة إلى شوارع وتراب منبج الغالي".
إلى ذلك، أفاد ناشطون، على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن حركة نزوح كبيرة تتواصل منذ عدة أيام، من داخل منبج إلى الأراضي الزراعية القريبة من المدينة، حيث يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، في حين لفت آخرون إلى أن هناك تخوفاً لدى جزء من أهالي المدينة من أن يتعرضوا للانتقام بتهمة انتمائهم لـ"داعش".
وكان "التحالف العربي السوري" وهو جزء من "قوات سورية الديمقراطية"، قد أعلن في بيان له يوم أمس الثلاثاء، أنه منذ بداية هجومها لاستعادة منبج في 31 مايو/ أيار الماضي، "حرر ما مجموعه 344 كيلومتراً مربعاً من تحكم (داعش)". في حين قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن تحالف "القوات السورية الديمقراطية"، بدعم جوي من قوات التحالف، استعاد 58 قرية ومزرعة في ضواحي مدينة منبج، بحسب تقارير إعلامية.