"كتروا السوريين هون"
لم يبعد مخيم اليرموك، المهجر، عنه وجماعته، من "مناضلي شمال أوروبا"، سوى دقائق، أو بلغتهم "4 كم خط نار"، ليعلنوها مدوية، من "قلب العروبة النابض": "هذه مؤامرة.. فلا ثورة في سورية".
ترحيب حار في "دار الأسد للأوبرا"، لتقليد تيسير قبعة، رحمه الله، وحسن نصر الله، بدعوة "تشكيل كتائب قومية وإسلامية متنورة".. على اعتبار أن "حماس" متآمرة.
تصفيق على خط نار دوما وداريا.. وانخراط عصابات "الرفيق جبريل"، بـ"قتل المؤامرة" على جثث السوريين والفلسطينيين، من النيرب إلى درعا جنوبا، بعنوان أصيل في الانتحال: "القدس".
في ثوابت "مبادئ الوفاء"، وبفتل الشوارب مستمتعا بـ"جمال الله في الأنثى"، في الفندق نفسه، قلقا على إسكندنافيا، يطلق هؤلاء هواءهم الفكري:هؤلاء اللاجئون "متآمرون، مندسون، تسببوا بالدمار".. ما استدعى سوقهم لصورة مع "القائد بشار"، لزوم عدة النصب والاحتيال..
إلى قواعدهم الأوروبية عاد الرفاق، يشمرون عن سواعد التبرير: نحن لسنا مع النظام.. فوجئنا بالتقاط الصور.. لكن لا شيء اسمه "فرع فلسطين".. "جورج حبش كان سيقف ضد المؤامرة".. و"خلصنا من تل الزعتر"، و الجولان "جبهة مفتوحة لمن أراد".
باختصار: "مفيش شي بالشام، الشعب مؤيد للأسد"..
هكذا تنقلب المبادئ عند مثقفي الشوفينية.. فالنضال لأجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. "لا يليق سوى بجماعتنا".. أو الإسكندنافيين.. لخاطر "جواز السفر العنابي"..
وفوق هذا، اتسع انقلاب الإنكار ليصل براميل حبيبهم، باعتبار "داعش وتفريخاته" مسؤولين عن التهجير واللجوء..
جيد.. ماذا يستدعي ذلك؟ تعاطفا "أمميا مواقفيا" مع اللاجئين، صحيح؟
أبدا.. فبعيدا عن أدبيات وملصقات يسار السبعينيات والثمانينيات، ومثلما يتأففون منهم، في زياراتهم لبيروت.. تراهم في شوارع أوروبية يقلبون هراء النقاش "في الحقيقة.. في الواقع.." .. بنتيجة شعبوية: "يا أخي كتروا السوريين هون، صح؟" .. و"هنا" ليست محصورة في "مزرعة الرفيق" في السويد والدنمارك أو ألمانيا..
لكنهم ينسون النظر في المرآة: "ألم نكثر نحن أيضا، في السابق؟".