وقال رئيس المنظمة ناصر المنج، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن بداية المنع كانت بسبب ملصق فيلم "صوت قزح" للمخرج تميم العريقي، وهو أحد الأفلام المشاركة في المهرجان الذي تعرض بسببه إلى حملة إعلامية قام بها ناشطون موالون لجماعة الحوثي.
يُظهِر ملصق الفيلم صورة حميمة لزوجَين يمنيَّين، وهو ما أثار حفيظة الناشطين الموالين للحوثيّين الذين وصفوا الملصق بأنه "مناف للأخلاق العامة ومخالف لقيم المجتمع"، وهو ما اتُّخذ، وفقاً لـ المنج، ذريعةً لإيقاف المهرجان لاحقاً.
وأضاف المنج أن الأجهزة الأمنية أبلغتهم بأمر إلغاء المهرجان واصفة إياه بأنه "أداة ترويج للانحلال الأخلاقي"، متّهمةً المنظمة القائمة عليه بأنها "تنفّذ أجندةً تخدم قوى العدوان".
واتهمت جماعة الحوثي المهرجان بأنه "يُعيق الشباب من الذهاب إلى جبهات القتال"، بسبب المضمون العاطفي الذي تُروّج له الأفلام التي كانت ستُعرَض في المهرجان، وهي أحد الأسباب التي دفعتهم لإلغائه برمته، كونه "يعيق تحقيق النصر"، على حد تعبيرهم.
في حين أكدت منظّمة "اليمن سينتصر" في بيان لها، أنها منظمة وطنية ليس لها أي أبعاد سياسية أو فكرية، ونفت أن تكون منتميةً لأي جهة.
يقول أحد أعضاء المنظمة، رفض ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد، إن الإلغاء لم يكن متوقّعاً، مبيناً: "تفاجأنا جميعاً، فالمنظمة أبلغت الجهات المعنية في وقت سابق بإقامة المهرجان، وكان الاتفاق أن يتم تزويدها بجميع الأفلام حال استكمال تجهيزها بصورة نهائية. وقد اطلعت أجهزة الأمن التابعة لجماعة الحوثي على مضمون تلك الأفلام، وظلّت على علم بكل خطوة يقوم بها فريق العمل الذي كان يُعد للتظاهرة.
أثار أمر إلغاء المهرجان استهجاناً واسعاً في الوسط الثقافي اليمني، من ذلك استنكار الناشطة اليمنية هند الإرياني للمنع والتصرف بسياسية الأمر الواقع، وقالت في مقال لها، إن المهرجان يتحدث عن الحرب في اليمن ومعاناة الناس، وأن سلطة الحوثي "أوقفته بحجج غريبة مثل قولها بأن مثل هذه المهرجانات تتسبّب في تأخير النصر".
ويعيش اليمن أزمة إنسانية خطرة ما بين الفقر وسوء التغذية وتفشي الأمراض والأوبئة. يحدث هذا على وقع حرب دموية مستعرة منذ ثلاث سنوات بين قوات التحالف السعودي الإماراتي من جهة والحوثيين من جهة ثانية.
القائمون على "كرامة اليمن"، الذي كان كان ينعقد في دورته الأولى تحت عنوان "Bring It To Light"، أعلنوا سابقاً أن المهرجان يهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الإنسان اليمني العالق في أتون الحرب، إضافة إلى إبراز قضايا النازحين ومعاناتهم، والتطرق إلى حقوق المرأة والطفل، وآثار الحرب على هاتين الفئتين، وكذا قضايا الديمقراطية، السلام والتعايش.
وجمعت "اليمن سينتصر" قرابة 45 فيلماً كان من المفترض عرضها خلال الدورة.