هذه التساؤلات وغيرها تُطرح عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الإثنين في ندوة بمناسبة إشهار كتاب "كراهية الإسلام: كيف يصور الاستشراق الجديد العرب والمسلمين" للباحث والناقد الأردني الفلسطيني فخري صالح (1957) في "منتدى شومان" في عمّان، بمشاركة المؤلّف نفسه والباحثيْن يوسف ربابعة والأستاذ زهير توفيق.
في حديثه لـ"العربي الجديد" يشير صالح إلى أن "الكتاب لا يسعى إلى النظر في السياسة العملية للغرب، وبصورة أساسية الولايات المتحدة، تجاه العالمين العربي والإسلامي، بل إلى الحفر على الرؤى النظرية والفكرية التي تقيم في خلفيات هذه السياسة".
يرى صاحب "دفاعاً عن إدوارد سعيد" (2000) أن "بحثه الجديد استئناف على الدراسات التي قدّمها عدد من المفكرين والباحثين، الذين ينتمون إلى العالمين الإسلامي والعربي، وكذلك بعض الباحثين في الغرب ممن حاولوا تفكيك رؤية الغرب لنفسه. ومن هنا جاء عنوان الكتاب الذي يحاول أن يضع اليد على كيفية تصوير الاستشراق الجديد للعرب والمسلمين".
ويلفت إلى أن الاستشراق الجديد يقطع مع الاستشراق القديم بتركيزه على بناء تصورات أيديولوجية حول الإسلام والمسلمين، من دون أن يسعى إلى تقديم معرفة نظرية وتطبيقية حقيقية؛ ذلك أنّ جوهر ما يفعله هذا الفرع الجديد من الاستشراق هو إعادة تمثيل الإسلام والمسلمين بصورة تخدم الغايات الإمبراطورية للقوة الأميركية التي تسعى إلى الإبقاء على سيطرتها بوصفها قطباً عالمياً وحيداً وأوحد، وهذا ما يمكن أن يفسر دور كل من برنارد لويس وصمويل هنتنغتون في صناعة السياسة الأميركية خلال ربع القرن الأخير".
يخلص صاحب "كتاب الثورات العربية" (2013) إلى أن "من الضروري، في هذا السياق، أن نوجه إلى أنفسنا، إلى العالمين العربي والإسلامي، اللوم أولاً لأن طوفان الكراهية يجتاحنا من الداخل ثم يفيض إلى الخارج.. ولا شك أن العرب والمسلمين بحاجة إلى مراجعة تجارب مجتمعاتهم للخروج من هذه الحروب الطائفية والمذهبية والقومية التي تستعر في بلدانهم. فذلك وحده يمكن أن يخفف من التوتر الذي يجتاحهم ويجتاح العالم لأن التطرف يمسك بخناق العالمين العربي والإسلامي، وهو ما يعطي أناساً مثل ترامب، والأحزاب اليمينية المتطرفة في الغرب، الذريعة للتحذير من خطر الإسلام والمسلمين على الغرب".
ويختم صالح بالإشارة إلى أن "ثمة حقائق سياسية واستراتيجية لا يمكننا تجاوزها. لقد هاجمت القاعدة أميركا عام 2001 بطائرات محملة بالركاب استخدمت لتدمير برجي التجارة العالمي وقتلت أكثر من ثلاثة آلاف مواطن. لكن اليمين المتطرف في أميركا استطاع توظيف هذا الحدث الرهيب لاحتلال أفغانستان والعراق في حينه. وكان لكتابات برنارد لويس وهنتنغتون أثر واضح في توفير مبررات تاريخية، نظرية، أنثروبولوجية، ثقافية، لاندفاعة الإمبراطورية في اتجاه العالمين العربي والإسلامي".