وحافظ حميد القصري وحومايون خان خلال الحفل على هويتي غنائهما المختلفتين، فيما زاوجا بين آلتي الكنبري والقراقب الموسيقيتين المميزتين لفنّ "كناوة" والطبلات التقليدية الهندية، في مزج موسيقي وغنائي ناجح صفّق له الجمهور الذي حضر حفل الافتتاح.
وفي كلمة له قبل بدء الحفل عبّر رئيس المجلس البلدي للصويرة محمد الفراع، عن فخر مدينته الصويرة باحتضان دورة جديدة من المهرجان "الذي بات يحظى بسمعة دولية جعلته واحدا من المهرجانات العالمية"، بحسب تعبيره.
وتحدّث عن الدعم الذي خصّصه مجلسه للمهرجان منذ انطلاقته وصولا إلى هذه الدورة. وأشاد بمجهود القطاع الخاصّ "في الارتقاء بالمهرجان وإنجاحه خلال كل الدورات". أما منتجة المهرجان ومديرته نائلة التازي عبدي، فاعتبرت أنّ "المدينة مقتنعة بعزم أنّ الوقت حان للالتزام أكثر، والمساهمة في تمويل المهرجان للمساعدة على استمرار هذه التظاهرة" في المغرب.
ويراهن المهرجان، بحسب التازي، على "التنمية الاقتصادية والدمج الاجتماعي عبر الثقافة والتواصل القوي الذي يحمل رسائل السلام والانفتاح والإنسانية". وهو ما يفسّر احتضان برنامج هذه الدورة لمنتدى بعنوان "نساء أفريقيا: الإبداع والاستثمار"، تحضره كل من الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربية مباركة بوعيدة، ومساعدة ممثلة هيئة الأمم المتحدة الخاصة بالنساء في نيجيريا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وأدجيراتو فاتو ندياي، ورئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بنصالح شقرون، وبرلمانيات وعضوات فدراليات ومؤسسات مختلفة وأستاذات جامعيات وفنانات أيضا.
اقرأ أيضاً:يهود ومسلمون يغنّون "اﻷندلسيات الأطلسية" بالمغرب
فرق "كناوة" المختلفة جابت في كرنفال حاشد أهم شوارع المدينة القديمة للصويرة، إلى جانب ضيوف المهرجان من سفراء وسياسيين، في ضيافة عرّاب المهرجان المستشار الملكي أندريه أزولاي. ما جعل الحضور يستحضر أهمية توثيق الثقافة الكناوية والحفاظ عليها، الأمر الذي يسعى إليه منظّمو المهرجان منذ السنة الماضية عبر إصدار "أنطولوجيا موسيقى كناوة".
وهذه الأنطولوجيا باتت مكوّناً أساسياً في ملفّ قدّمه المغرب إلى منظمة "اليونسكو"، من أجل تسجيل الثقافة الكناوية ضمن التراث الشفوي وغير المادي العالمي.
وتوقّعت التازي عبدي الحصول على التسجيل الأممي بعد سنتين، "أي عندما يبلغ المهرجان دورته العشرين"، قائلة إنّ الأمر سيكون حينئذ "اعترافاً عالمياً بكناوة، الذي كان يعتبر موسيقى شارع، وبالتالي سيكون التسجيل ضمن التراث العالمي انتصاراً للمغرب وللفنً بصورة عامة".
الجدير ذكره أنّ خمس منصات تحتضن حفلات مهرجان "كناوة وموسيقى العالم". وتقام العروض المجانية منها في ساحة مولاي الحسن وعلى منصة الشاطئ، أما الحفلات الموسيقية ففي الهواء الطلق على شرفة برج باب مراكش، فيما ستحتضن كلّ من دار الصويري والزاوية العيساوية الحفلات الموسيقية الخاصّة.
وينتظر أن تكون أبرز حفلات اليوم الجمعة في منتصف الليل، مع الفنانة المغربية هندي زهرة، التي تحلّ ضيفة خاصّة على المهرجان، وستغنّي باللغتين الأمازيغية والإنجليزية ما يعرف بفنّ "الفولك/الصول"، بتأثيرات شرقية تمزجها عبر أسلوبها الخاصّ.
اقرأ أيضاً:"الصويرة" المغربية تنقش على خشب "العرعار"