"كن خيراً للغير"... مبادرة لإطعام فقراء صنعاء في رمضان
كمال البنا
"كن خيراً للغير" من أبرز المبادرات الشبابية التي تسعى لمساعدة الفقراء والمحتاجين، من خلال تقديم وجبات طعام لهم، والمساهمة ولو بقسط بسيط من إزاحة الأعباء اليومية عن كاهل الأسر المعدمة التي فاقمت الحرب من معاناتها.
تقول حنان الرداعي وهي إحدى القائمات على المبادرة لـ"العربي الجديد" "للعام الثاني على التوالي من رمضان، نواصل تكتلنا الشبابي للمساهمة في التخفيف عن المحتاجين عبر تقديم الطعام لهم، مثل الأرز والطبيخ والسلطة والشوربة والرغيف".
وتوضح الرداعي بأن حلول شهر رمضان هذا العام في زمن الوباء وانعدام الدعم الذي كانوا يحصلون عليه من المغتربين اليمنيين، قلّص حجم استهدافهم للأسر من 600 العام الماضي إلى 350 أسرة، وما يقوم به الشباب حاليا جهود ذاتية ودعم من الأهل والأصدقاء، مُعربة عن أملها في الحصول على مساعدات من رجال الخير والتجار لاستهدف أكبر عدد ممكن من الأسر الفقيرة.
من جهته، يقول مازن مسواك وهو أحد المشرفين على المبادرة، لـ"العربي الجديد" بأن بداية الفكرة كانت قبل أربع سنوات، وكان هناك أربعة مطابخ رمضانية موزعة على أحياء العاصمة صنعاء، إلا أن استمرار الحرب وعدم وجود الدعم تسبب بإغلاق ثلاثة مطابخ ولم يبق غير مطبخ واحد يعمل بإمكانات محدودة، وهو الذي ينشط فيه فريقهم لمساعدة المحتاجين عبر إعداد وجبات من الطعام.
يشير مسواك إلى أنهم يعملون بروح التطوع دون أي مقابل مادي أو دعم من جهة معينة، وأن العمل يتم عبر مراحل، منها تقطيع وغسل وتجهيز الخضروات من بطاطس وطماطم وغيرها وبعدها يتم طهو الأرز والطبيخ والشوربة على يد طباخين متطوعين من الفريق، وبعد ذلك يتم تغليف كل وجبة على حدة في أوان وأكياس لتصبح طعاما للفقراء، ثم يتم النزول إلى الأحياء والتوزيع وفق البطاقة التي يحملها كل رب أسرة والتي يستلمها مسبقاً.
وتبقى هذه المبادرة على بساطتها، وقلة موارد فريقها التطوعي، باباً تدخل منه الفرحة على قلوب يمنيين اكتووا بنار الفقر والحرب، ومنفذا يرسم البسمة على وجوه تأبى أن تستسلم رغم كل الخراب، أملا في غد مشرق.