تتأرجح مؤشرات أسواق المال العالمية بتأثيرات متباينة من الانتشار المتسارع لوباء فيروس" كورونا" المستجد، حيث تراجع الذهب اليوم الجمعة، فيما ارتفعت الأسهم وتباين الأداء في أسواق العملات.
سعر أونصة الذهب تراجع من ذروة ما يزيد عن أسبوع اليوم، في الوقت الذي تنامى فيه الإقبال على الأسهم بفعل آمال بشأن إجراءات عالمية لتخفيف أضرار تفشي فيروس كورونا، لكن تسجيل حالات إصابة جديدة كبح خسائر المعدن النفيس وأبقاه على مسار تحقيق مكسب أسبوعي.
وانخفض سعر الأونصة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1575.35 دولارا بحلول الساعة 6:51 بتوقيت غرينتش، حسبما أوردت "رويترز"، بعدما لامس أعلى مستوى منذ 4 فبراير/شباط عند 1577.89 دولارا في وقت سابق من الجلسة. غير أن سعر الأونصة استقر في العقود الأميركية الآجلة عند 1578.5 دولارا.
المحللة لدى "سي.إم.سي ماركتس"، مارغريت يانغ يان، قالت إن "سوق الأسهم تجاهلت المعنويات السلبية وبدأت في التحرك صعودا مع إعادة تقييم المستثمرين للأثر (الاقتصادي) المحتمل للفيروس"، مضيفة أن ارتفاع الدولار يضغط أيضا على المعدن الأصفر.
وقال محللون إن الإقبال على الذهب ما زال غير متضرر في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الوفيات في إقليم هوبي بالصين، مع تسجيل نحو 5000 حالة إصابة جديدة. وربح المعدن النفيس نحو 0.3% منذ بداية الأسبوع الجاري.
الأسهم
في أسواق الأسهم، ارتفعت الأوروبية إلى مستوى قياسي اليوم الجمعة، قبيل صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي من الاتحاد الأوروبي، بينما تراجعت المخاوف بشأن تفشي فيروس كورونا.
وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1% إلى المستوى القياسي المرتفع 431.42 نقطة، بحسب رويترز، وهو يتجه صوب تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي بعد ارتفاع بفعل حالة ارتياح في وقت سابق من الأسبوع.
وتصدر قطاعا العقارات والمرافق قائمة القطاعات الأوروبية الأفضل أداء، ليرتفعا 0.5% و0.4% على الترتيب.
وفي طوكيو، أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض اليوم، في الوقت الذي تلقى فيه الطلب على الين الذي يعتبر ملاذا آمنا الدعم من تجدد المخاوف بشأن كورونا، ما يضغط على الأسهم المنكشفة على التصدير.
وتراجع المؤشر نيكاي القياسي 0.6% ليغلق عند 23687.59 نقطة، بينما خسر المؤشر 0.5% في الأسبوع، ما يمثل أول انخفاض في أسبوعين. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.6% إلى 1702.87 نقطة.
العملات
وفي سوق الصرف، تمسّك الين الياباني بمكاسبه مقابل الدولار اليوم، في الوقت الذي تلقت فيه العملات التي تُعتبر ملاذا آمنا الدعم بفعل شكوك جديدة بشأن مدى انتشار كورونا.
وتكبد اليوان الصيني خسائر في الوقت الذي ألقى فيه الفيروس الشبيه بالإنفلونزا، والذي ظهر في العام الماضي في إقليم هوبي بوسط الصين، بظلال أعمق من الشك على توقعات الاقتصاد.
وقبع اليورو قرب أدنى مستوى في عدة سنوات مقابل الدولار والفرنك السويسري، إذ نما تشاؤم المستثمرين إزاء التوقعات في منطقة العملة الموحدة.
وعلى النقيض، استفاد الجنيه الإسترليني من موجة تفاؤل بفضل آمال بأن تعديلا في الحكومة البريطانية سيؤدي إلى سياسة مالية أكثر توسعا لدعم النمو.
وصعد الين إلى 109.80 للدولار في آسيا اليوم عقب ارتفاع نسبته 0.25% في الجلسة السابقة. وفي السوق الداخلية، نزل اليوان 0.06% إلى 6.9818 للدولار، بينما هبط نظيره في التعاملات الخارجية قليلا إلى 6.9853 عقب تراجع بنسبة 0.2% أمس الخميس.
وتراجع اليورو 0.1% إلى 1.0834 دولار، وهو أدنى مستوى منذ إبريل/نيسان 2017، إذ يتأهب المستثمرون لصدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي من ألمانيا ومنطقة اليورو في وقت لاحق اليوم.
وسجلت العملة الموحدة 1.0619 فرنك سويسري، قرب أدنى مستوى منذ أغسطس/آب 2018. وهبط اليورو قليلا إلى 83.07 بنسا قرب أضعف مستوياته منذ ديسمبر/كانون الأول.
ولم يطرأ تغير يُذكر على الجنيه الإسترليني عند 1.3046 دولار عقب أن ارتفع 0.64% أمس الخميس بسبب توقعات بأن تعيين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لوزير مالية جديدة سيؤدي إلى المزيد من الإنفاق المالي لمساعدة بريطانيا على تجاوز فترتها الانتقالية بعد "بريكست".