هل يمكننا قراءة توجّهات مهرجانٍ ما من خلال قائمة ضيوفه؟ وهل يمكننا من خلالها أن نحدّد موقع هذا المشهد الشعري أو ذلك من العالم، ومن بينه المشهد الشعري العربي؟ أم أن الأمر لا يتعدّى مجرد حسابات وعلاقات تخفي الحقائق أكثر ممّا تعكسها؟
يمكن طرح هذه الأسئلة على مختلف الفعاليات المهتمة بالشعر والأدب ذات الصبغة العالمية، ومن بينها مهرجان "كوسموبويتيكا" الذي يُقام، ككل عام، في مدينة قرطبة الإسبانية؛ حيث انطلقت الدورة الثانية عشرة منه يوم 28 أيلول/ سبتمبر وتستمر حتى التاسع من الشهر الجاري.
نتحسّس من خلال اسم المهرجان ذلك البعد العالمي الذي يؤكّد عليه، حيث يتلاعب بكلمة "كوسموبوليتيك" (المواطن العالمي) ويمزجها مع كلمة "بويتيك" (الشعر).
في هذا العام، نسجّل مشاركة 60 شاعراً موزّعين بين الجنسيات الإسبانية والإيطالية والبرتغالية والألمانية والفرنسية والبريطانية والأميركية والأرجنتينية والتشيلية والبيروفية والأوروغوانية والإيرانية والقبرصية، فيما تقتصر المشاركة العربية على الصحافية اللبنانية جمانة حداد والمترجم العراقي عبد الهادي سعدون والشاعرة المغربية الشابة نسيمة الراوي.
تتمتّع عدة فعاليات بتركيز إعلامي، وأحياناً بدعاية، لا تحظى بها غيرها. ففي المهرجان القرطبي نجد تركيزاً على أسماء معيّنة، من خلال توزيع الفضاءات أو دعوة أسماء معيّنة جاذبة للجمهور للنقاش.
لعل من أكثر الأمسيات التي سُلّطت عليها الأضواء أمسيات الشاعرة البريطانية أليس أوسفالد والشاعر الفرنسي دافيد فوينكينوس والألماني مايكل كروغر، حيث نلمس شيئاً من التقسيم على أساس اللغة تستفيد منه اللغات الأوروبية الأساسية.
تهتم الدورة أيضاً بالجوانب الفكرية للشعر، حيث تُقام سلسلة محاضرات يقدّمها شعراء وفلاسفة؛ من أهمها: "الشعر كحوار" و"الشعر كحدود" و"الشعر كتاريخ" إضافة إلى نقاشات حول "الشعر في الفنون الأخرى" وورشات كتابة وإلقاء.
يختتم المهرجان بعرض موسيقي للشاعر والمغني الأوروغوياني خورخي دركسلر يوم 9 من الشهر الجاري في "مسرح غونغورا" في قرطبة.
اقرأ أيضاً: "أصوات حيّة" في طليطلة: فراغات تركها العرب