منذ أيام، كتبت الصحافية الفرنسية ساندرين بلانشار عن معرض فوتوغرافي عن حياة الكوميدي الفرنسي الراحل ميشال كولوشي (1944 - 1986)، المعروف باسم كولوش، بأنها المرّة الأولى التي يجري فيها تنظيم حدث استعادي حوله منذ سنة رحيله 1986. المفارقة أن كولوش يُعتبر أكثر كوميدي شعبية في بلاده.
المفارقة التي امتدّت إلى ثلاثة عقود، لم تُنهها سوى مبادرة من بلدية باريس طلبت فيها من الفنانة فايبان بيلال إنجاز معرض استعادي، نظراً لصداقتها المعروفة مع الكوميدي الفرنسي، والتي مكّنتها من جمع الكثير من الأغراض التي جرى تنسيقها بشكل فنّي، في محاولة لإعادة تركيب حياة كولوش.
المعرض يحتوي على طابقين جرى تغليف جدرانهما باللون الأسود، ويحمل عنوان "ألف حياة وحياة لكولوش". المشروع يبدو تجسيداً لمفارقة أخرى، فنحن نكتشف بأن القصة التي تسردها صوره وأغراضه تكاد تكون مأساوية؛ فمثلاً، تنطلق القصّة من يتمه الأبوي في سن الثالثة، ثم تمتد إلى صور مدرسية تُظهر نفور الصبي من سلطة المعلّمين وشعوره بالاختناق بين أقرانه.
بدايةً من سنة 1974، تبدأ المواد المعروفة تأخذ صبغة صحافية، وكأننا وقعنا تحت بقعة ضوء فجأة، فقد تحوّل كولوش منذ تلك السنوات إلى ظاهرة شعبية في بلاده، من خلال المسرح أو الراديو، قبل أن يجعل منه التلفزيون نجماً.
المعرض يُخرج أيضاً بطريقة فنية مسودات كولوش، والتي نقرأ منها رؤوس أقلام وأفكاراً تحوّلت إلى "سكاتشات" شهيرة في المخيّلة الجمعية الفرنسية. إنها المساحة التي نتلمّس فيها الجانب السعيد من حياة كولوش.