يتولَّد إبداع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات من رحم معاناتهم. ولكلٍّ منهم حكايةٌ يرويها عن حياته. وقد روى المخرج الفلسطيني، محمد الشولي، قصَّة حياته في المخيم من خلال مسرحيَّات، حَجزَت مكانه في المشهد المسرحيّ اللبناني.
أخيرًا، أنجزَ الشولي فيلمه القصير "لأني فلسطيني"، إذْ يروي من خلاله، بإيجاز كبير وكلماتٍ مقتضبة، معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، ويسقط تجربته الشخصية على العموم. إذْ أنَّ غالبية الفلسطينيين في لبنان، عاشوا في المخيمات، في بيوت متواضعةٍ مسقوفة بألواح "الزينكو"، كثيراً ما كانت تسرّب مياه المطر في الشتاء، وتدخُل منها أشعّة الشمس في الصيف، ويعرفون منها الليل من النهار. كانت أصوات المطر تشكل سيمفونية موسيقيَّة، إلى جانب "بابور الكاز" وركوة القهوة والطبلية، والهوية الزرقاء الكبيرة التي لم تدخل في جيب القميص، إضافةً إلى التنقل تحت المطر دون مظلة، سيراً على الأقدام، وسعياً وراء تحقيق الهدف في الدخول إلى معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية.
في رسالتهِ من الفيلم الذي لا تتجاوزُ مدّته السبع دقائق، يؤكِّد الشولي بأنه رغم معاناة المخيم، والبيوت المتواضعة وحياة الفقر والبؤس والهوية الزرقاء وصفة اللجوء ووضع الإنسان مع وقف التنفيذ، إلا أنَّ الفلسطيني لديه إرادةٌ قويّة للمضي في الحياة، والسعي من أجل نيل العلم وتحقيق النجاح. إضافة إلى الإصرار على العودة إلى فلسطين، أرض الآباء والأجداد الذين رووا الكثير من الحكايات دون نهاية، إذْ يتطلَّع الشولي إلى أن يضع بنفسه هذه النهاية السعيدة بالعودة.
خلال حفل إطلاق الفيلم، قال المخرج، محمد الشولي: "لكلِّ حكاية بداية ونهاية، إلا في حكايات جدي، حين كان يروي لي حكاية الوطن، كنت أستمتع بالبداية، وأغفو في حضنه قبل وصوله إلى النهاية، غادر جدي وبقيت الحكاية، وتركني وحدي أبحث عن النهاية". وأضاف: "كنت في بداية وعيي أظنُّ أن حدود الحياة هي حدود المخيم، ثم اكتشفت حين بدأت مرافقة والدي إلى خارج المخيم، عالماً آخر مختلفاً تماماً عن عالم المخيم. في البداية أصابني إبهارٌ شديد، وفرح لا يوصف، هنا الحياة أجمل: شوارع وعمارات وسيارات. ولكن فرحي كان يتلاشى، عندما يسأل بائع أو سائق التاكسي والدي، من وين الأخ؟ فيجيبه والدي: فلسطيني. فترتسم ملامح الشفقة على وجه السائل، ثم يقول: كلنا "خلقة الله"، أو كلنا ولاد تسعة، فينتابني شعور بالنقص، وبأني إنسان مع وقف التنفيذ".
اقــرأ أيضاً
عندما تخرج الشولي من كليّة الفنون في الجامعة اللبنانيَّة، بدأ العمل في مجال الإخراج. ويتحدّث عن تجربة العمل في لبنان: “في مسرحية (بين حانا ومانا) التي تضمُّ مجموعة من النجوم اللبنانيين، جاءت إحدى المحطات التلفزيونية لإجراء مقابلات مع فريق العمل. وعندما وصلَ الدور لي، غمز مسؤول الفريق للمصور، طالباً منه وقف التصوير، ثم أخذني جانباً وقال لي: أعتذر فلهجتك فلسطينية، وهناك جزء من المشاهدين سيستاؤون حين سماع هذه اللهجة. فبكيت، لذلك أصرّيت أن يكون هذا الفيلم باللهجة الفلسطينية المحكية الواضحة. وما زلت أبحث عن نهاية جميلة لحكايات جدي، وسأجدها في رحلة العودة الشاقة إلى الوطن".
أخيرًا، أنجزَ الشولي فيلمه القصير "لأني فلسطيني"، إذْ يروي من خلاله، بإيجاز كبير وكلماتٍ مقتضبة، معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، ويسقط تجربته الشخصية على العموم. إذْ أنَّ غالبية الفلسطينيين في لبنان، عاشوا في المخيمات، في بيوت متواضعةٍ مسقوفة بألواح "الزينكو"، كثيراً ما كانت تسرّب مياه المطر في الشتاء، وتدخُل منها أشعّة الشمس في الصيف، ويعرفون منها الليل من النهار. كانت أصوات المطر تشكل سيمفونية موسيقيَّة، إلى جانب "بابور الكاز" وركوة القهوة والطبلية، والهوية الزرقاء الكبيرة التي لم تدخل في جيب القميص، إضافةً إلى التنقل تحت المطر دون مظلة، سيراً على الأقدام، وسعياً وراء تحقيق الهدف في الدخول إلى معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية.
في رسالتهِ من الفيلم الذي لا تتجاوزُ مدّته السبع دقائق، يؤكِّد الشولي بأنه رغم معاناة المخيم، والبيوت المتواضعة وحياة الفقر والبؤس والهوية الزرقاء وصفة اللجوء ووضع الإنسان مع وقف التنفيذ، إلا أنَّ الفلسطيني لديه إرادةٌ قويّة للمضي في الحياة، والسعي من أجل نيل العلم وتحقيق النجاح. إضافة إلى الإصرار على العودة إلى فلسطين، أرض الآباء والأجداد الذين رووا الكثير من الحكايات دون نهاية، إذْ يتطلَّع الشولي إلى أن يضع بنفسه هذه النهاية السعيدة بالعودة.
خلال حفل إطلاق الفيلم، قال المخرج، محمد الشولي: "لكلِّ حكاية بداية ونهاية، إلا في حكايات جدي، حين كان يروي لي حكاية الوطن، كنت أستمتع بالبداية، وأغفو في حضنه قبل وصوله إلى النهاية، غادر جدي وبقيت الحكاية، وتركني وحدي أبحث عن النهاية". وأضاف: "كنت في بداية وعيي أظنُّ أن حدود الحياة هي حدود المخيم، ثم اكتشفت حين بدأت مرافقة والدي إلى خارج المخيم، عالماً آخر مختلفاً تماماً عن عالم المخيم. في البداية أصابني إبهارٌ شديد، وفرح لا يوصف، هنا الحياة أجمل: شوارع وعمارات وسيارات. ولكن فرحي كان يتلاشى، عندما يسأل بائع أو سائق التاكسي والدي، من وين الأخ؟ فيجيبه والدي: فلسطيني. فترتسم ملامح الشفقة على وجه السائل، ثم يقول: كلنا "خلقة الله"، أو كلنا ولاد تسعة، فينتابني شعور بالنقص، وبأني إنسان مع وقف التنفيذ".