"مؤتمر الموسيقى العربية": تجارب عالمية جديدة

ويبدو أن توصيات المؤتمر التي تراكمت وتكررت طيلة الدورات الماضية لم تجد طريقها إلى التحقق بعد، سواء تلك المتعلّقة بتأسيس قناة فضائية متخصّصة بالموسيقى العربية، أو إصدار معجم مترجم لمصطلحاتها طبقاً لسياقاته التاريخية والمكانية، أو كتب توثق وتحّلّل تجارب عدد من رموز الموسيقى العربية والمجدّدين فيها.

يناقش المشاركون هذا العام ثلاثة محاور أساسية، أولها آفاق تعليم الموسيقى العربية من حيث الاتجاهات الحديثة بكل عناصرها في الإطار الأكاديمي، والطرق والأساليب الراهنة المتبعة والتعرّف على إمكانية الاستفادة منها لصياغة مناهج تعليمية جديدة، والطرق المتبعة لتعليم أساليب الغناء العربي.

المحور الثاني بعنوان "الموسيقى العربية مصدر إلهام للإبداع والأداء الموسيقي العربي والعالمي"، ويسلّط الضوء على التجارب الجديدة التي تتناول الموسيقى العربية في سياق عالمي، والتجارب التي تمزج الموسيقى العربية بأنواع موسيقية أخرى، ودور الموسيقى العربية في الحراك الثقافي.

أما المحور الثالث فيتعلّق بدور وسائل النشر والتوثيق والنقد في تشكيل واقع الموسيقى العربية، حيث يناقش أهمية هذه الوسائل في الانفتاح على الثقافة العالمية، ويبرز نماذج في توثيق التراث الموسيقي العربي والأطر النظرية المتبعة في عمل قواعد بيانات لأرشيفات متاحف الموسيقى، ودور النقد الموسيقي الجاد.

من جهة أخرى، تجمع التظاهرة بين مغنين بتجارب متواضعة ومحدودة، ومطربين يمتلكون رؤية في طرح أعمالهم، إلى جانب عدد قليل من الموسيقيين المشتغلين على مشاريع خاصة بهم، إذ يقدّم "مهرجان الموسيقى العربية" خلطة تقترب من كثير من مهرجانات أغنية البوب العربية، بل يبدو أنها تدخل معها في تنافس على الجمهور والتغطيات الإعلامية.

يكرّم المهرجان سبع عشرة فنانة وفناناً، هم حليم الرومي من لبنان، وحبيب ظاهر العباس من العراق، ونوال من الكويت، وعبد الرب إدريس من السعودية، ولطيفة من تونس، وشادية وميشيل المصري وسعد محمد حسن وحازم سليم ومحمد بغدادي وسعيد الأرتيست وبدر الزقازيقي وقدري سرور وعماد الشاروني وحلمي أمين وسمير الإسكندراني من مصر.

من بين الموسيقيين المشاركين في الدورة الحالية؛ أندريه سويد من لبنان، وفرات قدوري من العراق، ووحيد ممدوح من الأردن، وعمر خيرت وأحمد عامر وعلاء عبد السلام من مصر.