يمكن دراسة الثقافة البصرية بوصفها نموذجاً لفهم التمثلات الثقافية والاجتماعية والسياسية ومقارنتها بين الثقافات، لذلك فحين يستند هذا النوع من الدراسات على فنون ثقافة بعينها، ولتكن في هذه الحالة الفنون الإسلامية، فإنه يوظّف حقولاً مختلفة من بينها الدراسات المقارنة وما بعد الكولونيالية ودراسات المتاحف ونظريات التأويل.
في هذا السياق تقيم الباحثة والأكاديمية الأميركية ميليسا فورستورم أبحاثها، والتي تتحدث عنها في محاضرة تلقيها عند السادسة من مساء اليوم في "دارة الفنون" في عمّان، تحت عنوان "الأماكن، والصور، والنصوص: إعادة تفسير معارض الفن الاسلامي الدولية" حول مجموعات الفن الإسلامي المنتشرة في العالم.
ترى الأستاذة في جامعة نيويورك أن مجموعات الفن الإسلامي قد تكون من أكثر المجموعات التي تخضع دائماً لإعادة الإنشاء. وفي كثير من الأحيان تتم مناقشة معارض الفن الإسلامي باستخدام لغة تشير إلى وجود روايات بديلة.
تعود المحاضرة إلى تجارب معارض مختلفة أقيمت سابقاً في متاحف وصالات عرض في عواصم ومدن مختلفة. من بينها معرض بعنوان "فن الأراضي العربية، وتركيا، وإيران، وآسيا الوسطى" ومعرض حول فن جنوب آسيا، أقيم في "متحف متروبوليتان للفنون" في نيويورك.
كما تتناول معرض "فنون الإسلام" الذي أقيم في متحف اللوفر في باريس، ومعرض آخر أقيم في متحف بيرغامون في برلين، إضافة إلى معرض "الفن الإسلامي في متحف الأرميتاج" في سانت بطرسبرغ الروسية.
تكشف فورستورم عن القصص البديلة لهذه المعارض، والعلاقة الحوارية المعقدة وأحياناً التأملية بين التمثيل الإعلامي للإسلام ومعارض الفن الإسلامي.
تلجأ الباحثة في محاضرتها إلى تحليل عدة عناصر من بينها محتويات المعارض، كيفية توزيعها، الألوان المقامة حولها، الموسيقى المستخدمة، أي عناصر أخرى كالغرافيك والمواد التوضيحية والبروشورات والترويج للمعرض والكلمات والتعبيرات التي توظف لتنفيذ ذلك.