وفي مقال نشرته الصحيفة، اليوم السبت، لفت نعم نحمان تبر، مؤلف كتاب "إيلي كوهين- ملف مفتوح"، إلى أن ضابطاً متقاعداً في جهاز الأمن الداخلي السوري برتبة مقدم يدعى عادل سعيدي قد أثار الشبهات حول سلوك كوهين. وأشار تبر إلى أن سعيدي، الذي كان على علاقة شخصية بكوهين، توجه في أكتوبر/تشرين الأول 1964 إلى مقر جهاز المخابرات السورية في دمشق وعبّر عن شكوكه بشأن سلوك كوهين، مشيراً إلى أنه لولا يقظة سعيدي لكان ملف كوهين قد أخذ مساراً آخر. ونوّه إلى أنه قبل أيام من تقديم سعيدي تقريره إلى المخابرات توجه كوهين إلى أوروبا ومنها إلى إسرائيل لكي يحتفل مع عائلته بولادة ولده شاؤول، وعاد أواخر سبتمبر/أيلول إلى دمشق.
وأوضح أنه على الرغم من أن كوهين كان يدرك أن بعض معارفه السوريين كانوا يشكون فيه، إلا أنه لم يكن يعي أن عناصر "وحدة 134" التابعة للمخابرات السورية قد قرروا وضعه تحت المراقبة بعدما حصلوا على معلومات تثير الشبهات حوله.
وأشار إلى أن المراقبة التي استمرت شهراً ونصف الشهر انتهت بمداهمة شقته في 18 يناير/كانون الثاني 1965، حيث تم العثور على جهازي إرسال وأنتين قام كوهين بتركيبها على سطح الشقة وثلاث عبوات ناسفة تم وضعها في علب صابون، وكتاب لتعليم تشفير الرسائل؛ حيث تم إعدامه بعد 4 أشهر من إلقاء القبض عليه.
وحسب تبر، فإن مواطناً سورياً يدعى فريد قطب بعث برسالة قبل سبع سنوات إلى أبراهام شقيق كوهين، عدد فيها أنماط السلوك التي قادت إلى إثارة الشبهات حول كوهين، لا سيما لدى المقدم المتقاعد عادل سعيدي، الذي كان صديقاً لكل من كوهين ووحيد، والد فريد.
وحسب الرسالة التي بعث بها فريد فإن ما أثار الشبهات حول كوهين تمثل في أنه قدم نفسه كرجل أعمال في حين كانت شقته متواضعة وأنه كان يحرص على التقرب من أعضاء حزب البعث، على الرغم من أن رجال الأعمال كانوا ينظرون إليهم بعداء.
وحسب رسالة فريد، فإن المقدم سعيدي أبلغ والده عندما كانا معاً في رحلة في أوروبا أنه عازم على إبلاغ السلطات الأمنية بشكوكه إزاء كوهين. وحسب رسالة فريد، فقد توجه كوهين برفقة أصدقائه وضمنهم والده وحيد وعادل سعيدي إلى هضبة الجولان في إبريل/نيسان 1964 للاستجمام، في حين كان هدف كوهين جمع معلومات استخبارية عن المنطقة العسكرية المتاخمة للحدود مع إسرائيل، مشيراً إلى أن كوهين قام بتصوير المنطقة على الرغم من احتجاج الحضور.