يتوجّه "معرض لندن للكتاب" في دورته السابعة والأربعين التي انطلقت فعالياتها أول أمس في قاعة "أولمبيا" في العاصمة البريطانية وتختتم اليوم الخميس إلى التعريف بالواقع الثقافي في دول البطليق (لاتفيا وإستونيا وليتوانيا) وحركة النشر فيها والترجمة من وإلى لغاتها، من خلال إقامة العديد من الندوات واللقاءات حولها.
تستضيف الدورة الجالية التي يشارك فيها 2500 ناشر من 118 بلداً، عدّة كتاب من تلك الجغرافيا، حيث تحضر الباحثة ومؤرخة الفن كريستينا ساباليوسكيتش والكاتبة نورا إكستينا، والكاتب والصحافي ميخيل موت، وإلى جانب ذلك تركّز فعاليات أخرى على صناعة النشر الصاعدة في العديد من البلدان مثل الهند والبرازيل وإندونيسيا، بينما يبدو المشهد الثقافي في العالم العربي شبه غائب ما عدا مشاركات الناشرين التي تزداد كلّ عام.
في حديثه لـ"العربي الجديد"، يلفت المترجم والناشر اللبناني هاني كريدية الذي يواظب على حضور المعرض منذ خمس عشرة سنة، إلى أن "المشاركة العربية جيدة، لكنها ليست على المستوى المطلوب، سواء من ناحية تنظيم أجنحتها أو على مستوى الكتب المعروضة وطريقة عرضها، باستثناء ما تقدّمه بعض المؤسسات الحكومية الخليجية".
يضيف "يتوجّه الناشر العربي في المعرض إلى شراء حقوق ترجمة كتبه إلى لغات أخرى لكن حجم العقود والاتفاقيات الموقّعة لا ترقى إلى التعاقدات التي تبرم في "معرض فرانكفورت" مثلاً، كما يجري البحث عن أسواق جديدة حيث تتواجد الجاليات العربية فيها".
في هذا السياق، تشارك اثنتان من دور النشر القطرية بأربعة وستين عنواناً، هما: "مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة" التي تعرض سلسلة ترجمات لأمهات الكتب لعلماء مسلمين تمتدّ من القرن الأول حتى التاسع الهجري بالإنكليزية، و"دار جامعة حمد بن خليفة للنشر"، التي تقدّم مؤلّفات لعدد من الكتاب القطريين، منهم مريم إبراهيم المنصوري وجبر النعيمي وناصر المهندي، وعبد العزيز محمود ومها الدليمي، إضافة إلى الكتب التعليمية والأكاديمية وكتب الأطفال وترجمة إصدارات لكتاب قطريين إلى اللغة الإنكليزية.
من بين الفعاليات المبرمجة لهذه الدورة؛ "اكتشاف التاريخ المفقود: إعادة النظر في مآسي أوروبا الشرقية المنسية"، و"إطلالة على سوق النشر في البرازيل"، و"ترجمة كتب الأطفال المصورة: تحديات النص والصورة"، و"الشعر للتغيير: لماذا يزدهر الشعر"، و"بناء المجتمعات: الكتّاب كقرّاء والناشرون كقيّمين"، و"سد الفجوة بين اللغات: دور المترجم في التنوع المعرفي"، و"كتابة التاريخ كأدب: البلطيق وما وراءه"، و"الترجمة: الاتجاهات والإمكانيات في الهند"، و"ثلاثة عصور لبيع الكتب"، و"تحولات: كتابة النساء على الحواف"، و"التعريف بإندونيسيا: أكبر منتج للكتب في الشرق الأقصى".