العام الماضي، أقام الفنان الكويتي محمد شرف معرضاً بعنوان "مقبرة الكتب"، بعد أن ظهرت قائمة تضم أكثر من 4300 كتاب حظرتها الرقابة في الكويت، وكانت فكرة الفنان أن يتدخّل الفن في قضية حرية القراءة والتلقي ورقابة السلطة.
أعد شرف التجهيز بجوار موقع "معرض الكتاب" آنذاك، وها هو يعيد تقديمه من جديد أيضاَ بالتزامن مع الدورة الحالية من المعرض في العاصمة الكويتية في "منصة الفن المعاصر" (كاب) رفقة ثلاثة معارض تشكيلية أخرى انطلقت أول أمس، وتتواصل حتى نهاية العام.
يتكون العمل من كتب مدفونة (ألواح) في الرمل كأنها شواهد قبور، لكن هذا لن يخفي عناوينها، وكل كتاب يحمل عنوان أحد الأعمال الممنوعة، وكأنها محاولة لتقديم تعريف بديل للقارئ بها، ورفض لمصادرة حقه في التعرف على مضمونها.
وعلى الجزء العلوي من كل "شاهد" وُضع ختم "مُنِعَ في الكويت"، وفي فناء فارغ بجوار موقف السيارات الخاص بمعرض الكتاب وضع الفنان عمله، وبعد فترة وجيزة من افتتاحه قامت الجهات الرسمية بإزالته، وبإقامة معرض جديد لهذه الشواهد تعطي هذه الكتب الممنوعة فرصة للتذكير بها من جديد.
وفي معرض آخر بعنوان "منور"، يشارك ثلاثون فناناً عربياً بأعمال تعبّر عن الفن الإسلامي من الحروفيات والفوتوغرافيا والتجهيز والنحت، والأشكال الهندسية والزخرفية.
كما افتتح معرض "عندما كنت نائماً" للفنانَين السورييَن المقيمَين في ألمانيا فادي حموي وهبة الأنصاري، وفيه يعرضان تمثيلات لقطع من البيوت السورية التي تركها أصحابها خلفهم، فنجد سجادة دمشقية من الإسمنت وقطع أثاث من الخرسانة، حيث يهتم الحموي والأنصاري بإضفاء شكل مادي على التجربة الإنسانية للحرب.
أما معرض "استعادة" للفنان حسين أفشار، ففيه مجموعة من الأعمال التي أنجزها الفنان من الأخشاب المهملة من خلال طرق معالجة النحت والخشب. لم يتم استخدام الآلات في هذه العملية، حيث تم إنجاز كل شيء يدوياً للحفاظ على الهوية العضوية للخشب.