إلى جانب ذلك تتفرّع اهتمامات أخرى تتعلّق بتوثيق التراث الأمازيغي في مجالات مختلفة كالموسيقى والرقص والحكايات الشعبية وفن الزخرفة والصناعات الحرفية، ولهجاتها المتعدّدة، ضمن أربع مناطق رئيسية في الجزائر، أكبر كتلة سكانية في منطقة القبائل الكبرى، والتي تمتد على مناطق البويرة وتيزي وزو وبجاية، إضافة إلى بعض المناطق من ولايات سطيف وجيجل. ويقطن جزء منهم منطقة تيبازة غرب العاصمة الجزائرية، ويعرفون بـ"إيشنوين"، نسبةً إلى جبل شنوة.
في هذا السياق، ينطلق الأربعاء المقبل في مدينة تمنراست في أقصى جنوب البلاد ملتقى دراسي حول جذور الأمازيغية وتاريخها وتعليمها، ويتواصل حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، بمشاركة باحثين في علم اللسانيات والاتصال.
التظاهرة التي تنظّمها "المحافظة السامية للأمازيغية" بالتعاون مع وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة و"الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة"، وتقام فعالياتها في دار الثقافة "تمنغست" في المدينة.
يتضمن البرنامج موائد مستديرة تتطرّق الى جملة محاور؛ من بينها: "الأمازيغية: تعدّد لساني ومتغيّرات"، والجذور المشتركة في المتغيرات الأمازيغية"، إضافة إلى ورشتين تناقش الأولى "مختارات أدبية أمازيغية" والثانية "النصوص البيداغوجية لتعليم الأمازيغية"، ويجري تقديم طابع بريدي خاص بالاحتفال باليوم العالمي للغة الأم الذي يحمل هذا العام تحت شعار "أهمية التنوع والتعدد اللغويين من أجل التنمية المستدامة".
يُذكر أن "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة" (يونسكو) أقرّت عام 2000 احتفالاً سنوياً في الحادي والعشرين من شباط/ فبراير من كلّ عام باليوم الدولي للّغة الأم بهدف "تطوير التنوع اللغوي والثقافي من خلال تنظيم ندوات وأنشطة وتظاهرات تصب في إطار تعزيز تعليم اللغات والتعرّف على ثقافاتها".