في العقود الثلاثة الماضية، تغيّر واقع السينما في تونس. من عايشوا سنوات الستينيات والسبعينيات يتذكرون أن الحياة السينمائية تستمد حيويّتها من نوادي وجمعيات محبي السينما. يحاول "ملتقى بنزرت للسينما" في دورته الرابعة الذي تتواصل فعالياته إلى 21 تموز/ يوليو، أن يعيد للسينما التونسية هذا البعد.
كانت الدورة، التي تقام أنشطتها في مدينة بنزت (شمال تونس)، قد افتتحت يوم أمس بفيلم "رنغان" للمخرج الفرنسي من أصول جزائرية سودانية رشيد جعيداني، وقد سبقه حفل موسيقي قصير لمجموعة "مجانين الركح".
يحاول المهرجان الانفتاح على جمهور عريض سواء عبر المواد المقترحة، أو من خلال فضاءات العرض، حيث أن الجزء الرئيس من العروض سيقام في "الحصن الاسباني" وهي قلعة أثرية في وسط المدينة، علماً أنه بعد نهاية عرض الأفلام تقام نقاشات بين المخرجين والممثلين والجمهور.
تشهد الدورة أيضاً ورشة للتصوير السينمائي ينشطها المخرج الجزائري لمين عمار خوجة، الذي يعرض فيلمه "بلا سينما" ضمن التظاهرة، وتقوم فكرة هذه الورشة على محاولة توضيح آليات صناعة الأفلام القصيرة والتركيز على تمرير مواقف من خلالها.
في حين تشرف السينمائية التونسية هاجر بودن على تنشيط ورشة للكتابة حول السينما، تقترح فيها تعريف المشاركين على الأدوات الضرورية لعمليتي الكتابة السينمائية والكتابة حول السينما.
تحاول الدورة أن تكون فضاء للعمل الجمعياتي أيضاً، وفي هذا الإطار تنظم مائدة مستديرة بعنوان "السينما والحياة الجمعياتية" يشرف عليها الطاهر الشيخاوي، المدير الفني للقاءات السينمات العربية بمرسيليا وممثل جمعية "أفلام".
تنظم هذا المهرجان "جمعية بنزرت للسينما"، بالتعاون مع وزارة الثقافة التونسية وإذاعة أكسجين والمعهد الفرنسي بتونس وجمعية "أفلام" بمرسيليا وإذاعة "أوكسيجين" والمندوبية الجهوية للثقافة.
من الأفلام المشاركة، فيلم "طرزان، دونكيشوت ونحن" لـ حسان فرحاني، و"القرط" لـ حمزة العوني، وفيلم "مولي" بإخراج جماعي.