"ملتقى هواة المسرح": ضمن الشروط نفسها

رغم وجود العشرات من المهرجانات والتظاهرات الخاصّة بمسرح الهواة والتي تتوزّع على العديد من المدن التونسية - وأبرزها "مهرجان قربة لمسرح الهواة" الذي أُقيمت دورته الخامسة والأربعون في كانون الأول/ ديسمبر الجاري - لا يزال هذا الفضاء المسرحي يتذيّل قائمة اهتمامات السياسة الثقافية في البلاد؛ وهو ما يتّضح خصوصاً في النصوص التشريعية التي يعتبرها مسرحيّون مجحفةً بحقّ جمعيات هواة الفن الرابع.

إضافةً إلى الجانب التشريعي، يُمكن تسجيل العديد من الإشكاليات التي تُعيق مسرح الهواة؛ يتمثّل أبرزها في صعوبة تأمين التمويل المادي الذي كثيراً ما يكون شحيحاً أو غائباً تماماً، ونقص أو انعدام التدريب الموجّه لمسرحيّين وتقنيّين لم يتلقّوا غالباً تكويناً أكاديمياً في هذا المجال. كما تشكو العديد من الجمعيات من عدم توفّرها على فضاءاتٍ لممارسة المسرح، وأيضاً من تقصير الإعلام في متابعة نشاطاتها.

ضمن هذه الخلفية، تنطلق في "مدينة الثقافة" بتونس العاصمة فعاليات الدورة الثانية من "ملتقى هواة المسرح"، الأحد المقبل وتستمر حتى السادس عشر من كانون الثاني/ يناير الجاري، بتنظيم من "قطب المسرح والفنون الركحية".

تُقام التظاهرة، بحسب بيان الجهة المنظّمة، "احتفاءً بالأعمال المسرحية الجمعياتية، ضمن انفتاح قطب المسرح والفنون الركحية على دعم هذه الجمعيات لما تقدّمه من نشاط وتأطير متميّز للشباب في الجهات، كشكل من أشكال الارتقاء بالفعل المسرحي على الصعيد الوطني".

غير أنّ الملاحظ فيها هو اقتصار برنامجها على تقديم العروض المسرحية، في حين تغيب الندوات والنقاشات التي من شأنها الإضاءة على واقع وإشكاليات مسرح الهواة في البلاد، والبحث عن حلولٍ لها.

تنطلق التظاهرة عند الرابعة من مساء الثاني عشر من الشهر الجاري بعرض مسرحية "غصّة بالزغاريد" في "مسرح المبدعين الشبّان" لمدينة الثقافة. العمل من إخراج خير الدين بن عمر وإنتاج "جمعية وان تو شو". ويستمرّ برنامج العروض في الأيام الأربعة التالية بمعدّل عرضٍ واحد في اليوم يُقام عند السادسة مساءً.