يتضمّن المعرض عشرة أعمال متنوّعة الأحجام، ومشغولة بألوان الأكريليك على القماش تتناول معمار المدينة المقدّسة بأسلوب يمزج بين الواقعية والانطباعية، إلى جانب نًسخ من بعض أعمال الفنان السابقة، والمطبوعة على ورق خاص؛ مرقّمة وموقّعة.
الحوراني الذي ينتمي إلى جيل الستينيات، انقطع عن ممارسة التشكيل والتصوير الفوتوغرافي لثلاثة عقود لتفرّغه للعمل السياسي والبحثي، قبل أن يعود في أوّل معرض له في منتصف التسعينيات، ليقدّم أكثر من عشرين معرضاً اهتمّ خلالها بتفاصيل الصحراء الأردنية وعمّان وتجريد الطبيعة المحيطة من حوله.
لا تنفصل تجربة الفنان عن رؤيته السياسية والاجتماعية للتحوّلات المستمرة في حياة الفرد والمجموع، لكنه في أعماله الفنية يبتعد عن الصورة الكلية للمشهد، التي تتضمّنها كتاباته النقدية ودراساته، ويذهب نحو أصغر المكوّنات وأدقّ تفاصيلها ليرصد التغيرات التي طرأت عليها بفعل العوامل الطبيعية وتدخّلات الإنسان المباشرة عليها، كما في معرضه السابق "صدأ" الذي أقيم في عمّان العام الماضي.
في تجربته الجديدة، يعتمد صاحب كتاب "الحركات الاجتماعية في الأردن" على مجموعة من الصور الفوتوغرافية التقطها أثناء زيارته إلى القدس عام 1996، تُظهر بيوتها القديمة وسقوف القرميد الأحمر التي أحالها الزمن إلى اللون البني، وما علا سطوح المنازل من "أنتينات" وأطباق الستلايت، والمآذن والقباب البيضاء والأبراج، وتجاورها مع خضرة المكان.
يقول الحوراني في حديثه لـ"العربي الجديد" إن "لوحات المعرض ما هي إلا أصداء لرحلة حول القدس القديمة، التُقطت خلالها عشرات الصور الفوتوغرافية، الملوّنة وبالأبيض والأسود. لا تسعى هذه الأعمال إلى تمجيد المدينة المقدسة، بل ربما كان المقصود منها أن نراها كما هي، بعيداً عن نزعة التقديس، مدينة صنعتها الحياة وشكّلتها التطوّرات التاريخية والسياسية".