يُعدّ "مهرجان الزهراء الدولي"، الذي تحتضنه سنوياً مدينة الزهراء في محافظة بن عروس شمال تونس، أحد أقدم التظاهرات الثقافية التي تجمع بين مختلف الأنماط الفنيّة في المنطقة؛ حيثُ يعود تأسيسه إلى أكثر من أربعين عاماً.
ظلّت التظاهرة محتفظةً ببعدها المحلّي؛ حيثُ كان التركيز دائماً على الفنّانين والفرق القادمة من مدنٍ تونسية مختلفة، مع مساحةٍ أقلَّ للمشاركات القادمة من خارج البلاد. ولعلّ ذلك، من زاوية أُخرى، يُمثّل أحد خصائص المهرجان.
غداً الأربعاء، تنطلق فعاليات الدورة الثانية والأربعين من المهرجان، وتستمرّ حتى الثالث عشر من تمّوز/ يوليو الجاري، ببرنامجٍ يتوزّع بين العروض الموسيقية والمسرحية والسينمائية، إلى جانبٍ برنامجٍ ثقافي موازٍ يتضمّن معرضاً تشكيلياً، وثانياً للكتاب، وثالثاً للحرف التقليدية.
تُفتَتح الدورة الجديدة، عند العاشرة من مساء غدٍ على "مسرح الهواء الطلق" في الزهراء، بحفلٍ موسيقي تقدّمه "فرقة الوطن العربي" بقيادة عبد الرحمان العيادي، ومشاركة كلٍّ من الفنّانين: عدنان الشوّاشي، والشاذلي الحاجي، ورحاب الصغيّر، وشكري عمر الحنّاشي.
وحفلُ الافتتاح هو واحدٌ من سبعة عروضٍ موسيقية تتوزّع بين أنماط مختلفة؛ بدءاً بالموسيقى التقليدية التونسية، مروراً بالسماع الصوفي، ووصولاً إلى الجاز. من بين تلك العروض: "تجلّيات" بقيادة الشيخ علي بن قدّور، وحفل لموسيقى الجاز تقدّمه فرقة "أفريقيا سبيريت" من الجزائر، إلى جانب عرضٍ خاصّ بالباليه الياباني.
من المشاركين في البرنامج الموسيقي: الفنّان مرتضى، وحسن الدوس، ومجموعة "أولاد بومخلوف" التي تُقدّم عرضاً في الحضرة الصوفية، إضافةً إلى مجموعة club elle.
تتضمّن التظاهرة، أيضاً، سبعة عروض مسرحية؛ هي: "القادمون" لسامي النصري، و"تفريكية" لمنجي بن سعيد والأسعد بن عثمان، و"3 في 1" لجعفر القاسمي، و"لمدك" لسامي منتصر، و"بين قوسين" لسفيان الداهش، و"فركة صابون" لمعز التومي وعزيزة بولبيار، و"double face" لبسام الحمراوي وكريم الغربي.
كما يُقدّم عرضُ مسرحي للأطفال بعنوان "La petite sirène Mayar"، ويُعرض الشريط السينمائي "دشرة" (2018) الذي ينتمي إلى أفلام الرعب، وهو من إخراج عبد الحميد بوشناق، وبطولة ياسمين ديماسي وعزيز جبالي وبلال سلاطنية وبحري الرحالي.