في المقابل، تتوجّه الانتقادات إلى المهرجان الذي تنطلق دورته العشرين في التاسع من الشهر المقبل تحت عنوان "الهوية في السينما الإفريقية" وتتواصل فعالياتها حتى السادس عشر منه، إذ يرى متابعون أن كثيراً من الأسماء والمشاركات تتكرّر في كلّ دورة، ما يعزوه البعض إلى محدودية ما تنتجه بلدان أفريقية من أعمال سينمائية.
أربعة عشر فيلماً تتنافس هذا العام على الجائزة الكبرى التي تحمل اسم المخرج والروائي السنغالي عثمان سامبين (1923 – 2017)، والذي يعدّ أبرز الأصوات في تعبيراتها الأدبية والسينمائية عن قضايا قارته، بدءاً من نقده للاستعمار، وللمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعاني منها، وتصويره هجرات الأفارقة نحو الغرب.
تتنوّع مضامين هذه الأعمال ورؤى أصحابها، إذ يصوّر "فيليسيتي" لـ آلان غوميز من السنغال الموت اليومي في مستشفيات العاصمة الكونغولية، ويتناول "قطار سكر وملح" لـ ليسينيو أزيفيدو من موزمبيق الحرب الأهلية في بلاده، بينما يتعرّض "وولو" لـ داوودا كوليبالي من مالي لواقع تهريب المخدرات عبر بلدان أفريقية، ويروي المخرج المغربي رؤوف مصباحي في فيلمه "حياة" رحلة لمجموعة مسافرين من فرنسا إلى المغرب.
كما يشارك "أطفال الجبل" لـ بريسيلا أناني من غانا، و"حدود" لـ أبولين تراوري من بوركينافاسو، و"بالتوفيق للجزائر" لـ فريد بن تومي، و"نحبك هادي" لـ محمد بن عطية من تونس، و"يوم للستات" لـ كاملة أبو ذكرى من مصر، و"كالوشي" لـ مانديلا والتر ديب من جنوب أفريقيا، و"تنظيم غير قابل للتحكم" لـ أرنولد أكانزي و"العاصفة الأفريقية: قارة تحت التأثير" لـ سيلفيستر أموسو من بنين، و"سوليم" لـ ستيفان أموسو من توغو، و"البلجيكي الأسود" لـ جان لوك هابيار يمانا من رواندا.
على هامش المهرجان الذي يحتفي بمرور 40 عاماً على تأسيسه، تُعقد سلسلة ندوات منها: "قضية الهوية في السينما الإفريقية "، و"الهجرة والإدماج الثقافي"، و"صورة المهاجر الأفريقي في السينما"، و"القانون المتعلّق بالهجرة إلى المغرب".