من دون أن تحدّد مناسبة لإقامته، تعقد الوزارة مهرجاناً استذكارياً للمطرب سعدي الحلي (1922 – 2005) انطلقت فعالياته السبت الماضي وتتواصل حتى بعد غدٍ الخميس في "البيت الثقافي البابلي" في مدينة الحلّة؛ مسقط رأس الفنان.
يتضمّن البرنامج مجموعة محاضرات وعروض يبدو أنها جرى إعدادها ارتجالاً، ولا تضيف شيئاً في ظلّ افتقار المكتبة العراقية إلى مؤلّفات وبحوث حول معظم الموسيقيين والمطربين الراحلين، كما لم تُجمع أعمالهم كاملة في تسجيلات جديدة.
تستحقّ تجربة سعدي جابر حمزة، الملقّب بـ"الحلي"، دراسة معمّقة حول أحد أبرز المطربين الشعبيين في تاريخ العراق، والذي بدأ مشواره في خمسينيات القرن الماضي لكنها لم تلق استحساناً في بدايته نظراً إلى عدم تلقيه دراسة أكاديمية أو تتلّمذه على يد أحد الفنانين المعروفين آنذاك.
بعد فترة قصيرة، استطاع الفنان القادم من بيئة مفقرة ومهمّشة أن يقنع عدداً من الملحنين المعروفين بموهبته، ومنهم محمد جواد أموري وعبّاس جميل، ونال انتشاراً واسعاً لم يسبق أن حظي بها مطرب عراقي في زمنه، وتحوّل إلى شخصية أسطورية تحاك حوله النوادر والطرائف.
في افتتاح المهرجان، عُرض فيلم وثائقي بعنوان "غريد الفرات" يتناول سيرة حياة المطرب الراحل، وقرأ الشاعر موفق محمد مقاطع من مجموعته "سعدي الحلي في جنائنه" (2015)، كما قدّمت "الفرقة الوطنية للفنون الشعبية" لوحات راقصة من التراث.
ومن بين الفعاليات؛ جلسة حوارية عن "تطوّر أسلوب وأطوار سعدي الحلي" تحدّث خلالها الباحثان عدي صاحب عبيد وصلاح اللبان، وتلاها حفل موسيقي للفنانين سعد العواد وعلي البابلي، ويُختتم المهرجان صباح الخميس بحفل بعنوان "نغم الفرات" يشارك فيه عدد من المغنين.