يقيم متحف "آي" في أمستردام برنامجاً بعنوان "موجات سورية جديدة"، يقدّم من خلاله تصوّرات فنانين تشكيليين ورسامين وسينمائيين حول واقع سورية اليوم، ضمن محاضرات ومعارض وعروض أفلام تنطلق في الثامن من أيلول/ سبتمبر المقبل.
التظاهرة تتيح فرصة عرض أعمال لسينمائيين شباب تختلف عما عهِد المشاهد الأوروبي رؤيته عن سورية في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، فليس هناك صورة واحدة لسورية كما يؤكد القائمون على المعرض في بيان المتحف.
تطرح التظاهرة سؤالاً حول الكيفية التي ترتبط من خلالها ذاكرة فيلم بالأرشيف التاريخي للصور التي التقطها أفراد وعلاقتها بالسياق السياسي، ثم كيف تصير صورة فردية مؤثرة عالمياً، وما مدى علاقتها بالصراع والمعاناة والتراجيديا السورية.
كما يتناول جزء كبير من المحاضرات الطريقة التي يمكن من خلالها توثيق سيرة عائلة لا تعيش في بيئة آمنة ولا في مكان ثابت، من هنا تبتكر فعاليات "موجات سورية جديدة" غرفة للتفكير والتأمّل في الصناعة السينمائية في عصر الإفراط البصري، ويقدّم سورية كما يعرفها ويراها السوريون أنفسهم.
من الأفلام التي سيجري عرضها الفيلم التسجيلي الطويل "منازل بلا أبواب" للمخرج السوري آفو كابرليان وفيه يتناول حكاية الحي الأرمني في حلب بعد 2011، ويربطها بتاريخ التغريبة الأرمنية. الفيلم من إنتاج العام الماضي، ويلي عرضه حفلٌ موسيقي لفرقة "هالو سايكلبو"، التي تمزج التراث الغنائي الحلبي بالموسيقى المعاصرة.
يُعرض أيضاً فيلم المخرجة سارة فتاحي "كوما" (2015)، والذي يتناول تقاطعات سيرة ثلاث نساء من أجيال مختلفة في دمشق متمثّلة في الجدة والأم والحفيدة، وتدور الأحداث في حياتهن على وقع الحرب والرعب والألم وتذكّر من مات والخوف على من ظلّ. وتحضر المخرجة بعد الفيلم لمناقشة العمل.
أما ثلاثية عمار البيك السورية، فتتضمّن عرضاً لـ "حاضنة الشمس" (2011) و"لا دولتشي سورية" (أو سورية الحلوة) (2014) و"كالديسكوب" (2015)، ويحضر المخرج لمناقشة أعماله.
كما يشارك البيك في معرض بعنوان "الصور المفقودة" وهي مجموعة تضمّ 21 عملاً، وتلخص جزءاً من حياة مدينة دمشق الممتدّة ما بين فترة الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حيث استخدم الفنان الصور بحالة "النيغاتيف"، وقام بمعالجتها بتقنيات رقمية لتصل إلى شكلها الجمالي النهائي، وهذا المعرض يسبق التظاهرة بعدّة أيام، إذ ينطلق في 31 آب/ أغسطس.
إلى جانب الأفلام السورية تعرض التظاهرة أفلاماً عالمية ترى أنها تتقاطع مع فكرة "موجات سورية جديدة" بشكل أو بآخر، ومن هذه الأفلام "هنا وفي مكان آخر" (1976) للفرنسي جان لوك غودار و"فيلم اللا وطن" (2015) للمخرجة البلجيكية شانتال آكرمن، و"لون الرمان" (1969) للمخرج الأرمني سيرجي باراجانوف.
أما المحاضرات فيشارك فيها المخرجون الذين تعرض أعمالهم، إلى جانب محاضرات عن الصورة السورية تلقيها كلّ من الدنماركية دوناتيلا ديلا راتا التي أجرت الكثير من الدراسات حول الاقتصاد السياسي للميديا في العالم العربي، وهي متخصّصة في تقديم أبحاث حول الإعلام والصورة وعلاقتهما بانتفاضات العالم العربي في 2011. كما تحاضر الناقدة الفنية والقيمة الهولندية نات مولر، إلى جانب الهولندي غيرت لوفينك مؤسّس "معهد شبكة الثقافات" في أمستردام.