قبل نحو عامين أسّس علي جبار ناد للقراءة في بغداد، كردّ فعل منه على تراجع الوضع الثقافي بشكل عام منذ الاحتلال الأميركي للبلاد، وشاركه في تجربته تلك عدد من الشباب لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، "إلا أن النادي اليوم يضم أكثر من 200 عضواً، ويزيد العدد تدريجياً إذ تعقد الجلسات بشكل دوري كلّ أسبوعين"، بحسب تصريحاته لـ"العربي الجديد".
يلفت جبار إلى أن "النادي لا يملك مكاناً خاصاً به، بل يتنقل بأعضائه بين مناطق العاصمة المختلفة مثل الحدائق العامة والمقاهي الكبيرة وقاعات المناسبات، وفي بعض الأحيان منازل الأعضاء"، ما يشير إلى نجاح المشروع رغم قلّة الإمكانيات، غير أنه يرفض تلقي دعم من أي طرف سياسي "حتى لا تُسرق روح الفكرة".
يتابع "تتجاهل وزارة الثقافة طلباً بتزويدنا بنسخ من مجلات الأطفال بهدف توزيعها"، مبيّناً أن "الدعم لا يأتي من مسؤول إلا حين تقترب موعد الانتخابات ولهذا السبب بقي النادي بجهود ذاتية".
تقوم فكرة النادي، وهو واحد من نوادٍ معدودة في بغداد، على أساس العمل الجماعي حيث ينقسم الحاضرون إلى مجموعات من أجل نقاش قصية معينة، ويتداولونها بطريقة مفصّلة، إضافة إلى إقامة حفلات لتوقيع كتب وأمسيات شعرية وموسيقية وحلقات دراسية.
في حديثها لـ"العربي الجديد"، تقول آسيا الظاهر (45 عاماً) إن "من أبرز أهداف المشروع هو إخراج الأفكار السوداوية التي يعيشها المواطن العراقي بسبب الأحوال الاقتصادية والظروف السياسية، في سعي لإجراء حوار حول الواقع ومشكلاته لا الانفصال عنها".
أما شهد رياض (25 عاماً) فتلفت إلى أن الغاية تتمثل في تبادل المعلومات والمعرفة من شخص إلى آخر، من خلال القراءة وتكوين حلقات نقاشية تساهم في النهوض بالواقع الثقافي. من جهتها، تنوّه إلهام جنيد (48 عاماً) إلى أن وزارة الثقافة العراقية في حالة غيبوبة، بينما نجد محاولات فردية مثل نادي القراءة قادرة على جذب عشرات الأشخاص وتنظيم فعاليات متعدّدة.
يُذكر أن النادي تأسّس بمبادرة من مجموعة من الشباب، هدفه تحريك العجلة الثقافية في بغداد من خلال إقامة فعاليات أدبية وفنية يوم السبت من كلّ أسبوع في فضاءات المدينة العامة.