وتُخصّص القناة الجزء الأكبر من برمجتها اليومية للحديث عن الزج بنبيل القروي في السجن، في ما اعتبرته تصفية حسابات سياسية بينه وبين الشاهد، باعتبارهما مرشحين للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها التي ستشهدها تونس يوم 15 سبتمبر/أيلول المقبل. وتُخصص القناة ساعات يومياً لاستضافة سياسيين ومحللين من المعارضين لسياسة الحكومة للتهجم عليها وعلى رئيسها وحزبه.
في المقابل، لم تبقَ الحكومة صامتة. فقد صرح الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة التونسية، لزهر العكرمي، أمس الاثنين، بأن "قناة نسمة فوق القانون وتجاوزت كل الخطوط الحمراء في استهداف صارخ للدولة". وأضاف "مافيا حقيقية تتحدى الدولة ومؤسساتها والقضاء، وهذه الحملة المغرضة التي تشنها هذه القناة على الدولة تذكرني بما حصل في الثمانينيات في إيطاليا عندما أعلنت الحكومة الإيطالية الحرب على المافيات والفساد".
في الإطار نفسه، دعا أستاذ القانون العام ومحامي النيابة العمومية، رابح الخرايفي، للتحرك، حيث قال "ما تقوم به قناة نسمة والعديد من السياسيين والإعلاميين جريمة ودعوة صريحة للتحريض ضد الدولة ومؤسساتها والمس باستقلالية القضاء".
ويبدو أنّ الحرب بين قناة "نسمة تي في" والحكومة التونسية والمساندين لها متواصلة وستأخذ شكلاً تصاعدياً، في الوقت الذي تكتفي فيها الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) بالصمت حتى الآن. لكن مصادر مقربة من "الهايكا" أكدت لـ"العربي الجديد"، أن مجلس الهيئة سيتحرك وقد يتخذ عقوبات مالية ضد القناة التي ترفض تسوية وضعيتها القانونية، ما دفع الهايكا إلى إغلاقها منذ ثلاثة أشهر، لكنها عادت بعد ذلك للبث دون تسوية الوضعية القانونية.
Facebook Post |
Facebook Post |