أشارت المجموعة في بيانها إلى أن "هذا العمل الخالد للفنّان الراحل جواد سليم (1921 – 1961)، بقي شاخصاً مع كلّ التقلّباتِ السياسيّة والأحداث الكبيرة التي مرّت على البلاد، وصارَ مرتبطاً فعلاً بالذاكرة الجمعيّة لعموم العراقيّين"، داعية إلى "التحرّك العاجل للحفاظ على هذا النصب التاريخي وإصلاح الأجزاء التي تتساقط منه، وأن تتحمّل أمانة بغداد مسؤوليتها تجاه مَعلم مهمّ من معالم بغداد منذ خمسينيات القرن الماضي".
في حديثه لـ"العربي الجديد"، أوضح النحّات العراقي علوان العلوان (1962) الذي يعمل في وزارة الثقافة أن "أمانة العاصمة غير متعاونة ولا يهمّها الأمر على الإطلاق، بل ربّما تتمنى إزالة النصب، وتتجاهل إشراك العديد من الجهات المتخصّصة التي يمكنها أن تساهم في وضع حلول ممكنة".
ولفت إلى أن "الأمر ينطبق على معالم بغدادية أخرى، والتي يتمّ تجاهلها أو ترميمها بشكل عشوائي وباستخدام مواد غير مناسبة"، مضيفاً أن "شركة إيطالية لم تطلب سوى توفير الحماية لكوادرها مقابل ترميم نصب الحرية بالمجان، وقوبل طلبها بالرفض"، وأكمل أن "أمانة بغداد لا تريد التعاون مع وزارة الثقافة وجمعية التشكيليين من أجل تشكيل لجنة عليا وتوفير الكوادر المتخصّصة والتمويل الكافي لبدء أعمال الترميم".
من جهته، أبدى الفنان صدام الجميلي (1974) تخوّفاً من عمليات ترميم خاطئة قد تقوم بها الجهات المختصّة مثلما حدث مع تمثال "كهرمانة" الذي جرى تشويهه وطلاء البرونز بلون ذهبي لامع، مشيراً إلى ضرورة أن يحال الأمر على خبراء في الترميم.
ونوّه صاحب "انفتاح النص البصري" إلى "الفساد الذي يهيمن على صنع القرار في العراق، معتبراً أن رفض طلبات ترميم سابقة من شركات أوروبية يندرج ضمن إصرار المسؤولين على احتكار التعامل في هذا المجال مع أطراف تلبي مصالحهم الشخصية من دون اعتبار لقيمة نصب الحرية الجمالية والتاريخية وأهميتها في الذاكرة العراقية".
النصب الذي جرى تشييده عام 1961، كان قد وعد الرئيس العراقي بإعادة تأهيله منذ حوالي سنة ونصف أثناء حضوره استعراضاً عسكرياً في ساحة التحرير، ثم أُعلن في أيلول/ سبتمبر الماضي عن إحالة عملية الترميم إلى خبراء إسبان، لكن لم ينفّذ شيء على الأرض.
رغم مرور أكثر من عشر سنوات على دعوات الترميم، لم يصدر إلى الآن تقرير رسمي يستند إلى دراسة علمية حول طبيعة الأضرار التي لحقت بالمنحوتة، ووضع تصوّر وتكلفة لأعمال الترميم.