إحدى هذه الصروح، جامعة "هارفارد" الأميركية العريقة، التي ألغت دعوة للأمير السعودي تركي الفيصل، بسبب اغتيال خاشقجي، بحسب ما كشف موقع "ديلي بيست" الأميركي، في تقرير، اليوم السبت.
وألغى "مركز بلفر بكلية كنيدي" التابعة لجامعة "هارفارد"، زيارة للأمير السعودي على مدى أسبوع كان مخططاً لها منذ فترة طويلة، وفق ما قال الفيصل، في مقابلة مع "ديلي بيست"، من منزله في ولاية فرجينيا الأميركية.
وأوضح الأمير تركي، نجل الملك الراحل فيصل، والسفير السابق لدى الولايات المتحدة، قائلاً "لقد تلقّيت ملاحظة... بأدب شديد، تقول (قد لا يكون هذا هو الوقت المناسب بالنسبة لك للحضور وتقديم محاضرة، بسبب قضية خاشقجي)".
وكانت كلية دراسة الشؤون الخارجية بجامعة "جورج تاون"، حيث كان الرئيس السابق للمخابرات السعودية يدرس لمدة عشر سنوات، قد سمحت له بإنهاء فصله الدراسي الشتوي، بينما أبدى انزعاجه من خطوة جامعة "هارفارد".
وقال بهذا الخصوص، "ببساطة لا أستطيع أن أفهم، كيف لشخص مثلي، لم تكن له أي علاقة بأي شيء يحدث في المملكة، أن يكون... موصوماً بالتلميح والذنب بسبب ارتباطاته... من قبل مؤسسة مثل هارفارد". وتابع "يجب تشجيع المشاركة الأكاديمية وتبادل المعرفة لدى الناس، بدلاً من إيقافها أو تعطيلها".
ولم تردّ كل من جامعة "هارفارد" و"جورج تاون"، على طلبات "ديلي بيست" للحصول على تعليق، يوم الجمعة.
— The Daily Beast (@thedailybeast) November 3, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— The Daily Beast (@thedailybeast) November 3, 2018
|
ولجامعة "هارفارد" ارتباط طويل مع العائلة المالكة السعودية، حيث قبلت 20 مليون دولار من الأمير الوليد بن طلال في عام 2005 لتوسيع قطاع دراساتها الإسلامية.
وشغل الأمير تركي الفيصل منصب رئيس الاستخبارات في المملكة العربية السعودية حتى صيف عام 2001، والتي يجري، الآن، إعادة هيكلتها في أعقاب اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
وقال الأمير تركي، إنّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز طلب منه التحدّث إلى أقارب خاشقجي المقيمين في الولايات المتحدة، بما في ذلك زوجته السابقة وأولاده، الذين كان على معرفة بهم لبعض الوقت، عندما كان خاشقجي مستشاراً له في لندن والولايات المتحدة.
غير أنّ الأمير تركي نفى أن يكون في أي مهمة رسمية، لتحسين صورة المملكة أو سمعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أنّه أقرّ عملية إخفاء خاشقجي وقتله، بحسب "ديلي بيست".
وشدد الأمير تركي بالقول، للموقع، "لم أكن على اتصال مع الأمير محمد على الإطلاق. لم أسمع أي كلمة منه أو من أي مسؤول سعودي آخر".
وأوضح أنّه وخاشقجي "انفصلا عن الشركة" قبل بضع سنوات، بعد أن صرّح بأنّ "جماعة الإخوان المسلمين" أداة قابلة للتطبيق وتتماشى مع حقوق الإنسان والديمقراطية في إطار هيكل سياسي عربي وإسلامي"، مضيفاً أنّ خاشقجي "شعر بأنّهم قد يكونون عتيقين، غير أنّ أساليبهم قد تحسنّت كثيراً. لكنه كان واثقاً من أنّ الجماعة كانت قابلة للمضي قدماً".
وكان الأمير تركي قد حذر، الخميس، من أنّ الغضب الأميركي الذي "يشيطن المملكة" في واقعة اغتيال خاشقجي، يهدد العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وقال، في خطاب أمام المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية، "نحن نقدر علاقتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ونأمل في الحفاظ عليها، ونرجو أن تردّ الولايات المتحدة بالمثل".
وبرّر اغتيال خاشقجي، بانتقاد واشنطن بشكل غير مباشر، قائلاً إنّ "الدول التي عذّبت وحاصرت أناساً أبرياء، وشنّت حرباً قتلت فيها عدة آلاف من الأشخاص بناء على معلومات ملفقة، يجب أن تكون متواضعة عندما يتعلّق الموضوع بآخرين".
غير أنّ الفيصل بدا أكثر ليونة تجاه واشنطن، بحسب "ديلي بيست"، قائلاً للموقع إنّ حادثة اغتيال خاشقجي "أمر يمكن تجاوزه"، وذلك "من خلال الانخراط" بين السعودية والولايات المتحدة.
وقال: "آمل أن تعمل الإدارة الحالية بالمثل مع المملكة العربية السعودية للتغلّب على ذلك. لدينا قول باللغة العربية: يد واحدة لا تصفق".