لاجئات مؤقتات. هذا هو وضعنا الحالي في مكاننا الجديد الغريب، نحمل ما خفّ وزنه في اليد وثقُل حمله على القلب من مكان يحوي تاريخنا إلى مكان جديد لم نألفه، نأمل حياة جديدة لا تقنص وجودنا على حين غرة، كنا جميعا ننتظر نقلنا لمكان إقامتنا المؤقت.
نساء من جميع الأعمار والجنسيات يغلب عليها السورية، يتشاغلن بأبنائهن وأشيائهن استحياء من الغرباء ووطأة المكان الجديد، "هل أتيت لم شمل" هذا أول ما نطقت به امرأة بجانبي وكأنها تؤنس وحشتها بما في ذلك السؤال من أوجه شبه تجمع غالبية النساء هنا، الهاجس بواجب التأقلم بحكم الحدث الطارئ لم يخف اختلاف كل واحدة من القادمات، يتشاركن بواقعهن الحالي الذي فرض عليهن ويختلفن في وصفه، إذ لم تكن أم محمد الدمشقية راضية عما آلت إليه الأمور "ما تركت كل شي هونيك لاجي ضيع ولادي هون" خوفها الدائم من خسارة أطفالها (في مجتمع لا محرمات ولا تابوهات فيه) وخسارة عادات أصيلة أجهدت في زرعها فيهم قد يشكل حجر عثرة بدربها الطويلة في بلد اللجوء أساس منح الإقامة فيه قائم على "الاندماج".
لميا اللاجئة الفلسطينية في سورية، وصلت بعد معاناة، لم تسمح لها ولعائلتها جنسيتها الفلسطينية سوى الهرب من المحرقة السورية باتجاه لبنان، وتشير إلى أنه بعد تردّي الوضع في لبنان وتفاقم العنصرية والإجرام اللفظي والمعنوي قرر زوجها الخروج وحده باتجاه أوروبا، فبقيت هناك وحيدة، تعيش مع من تبقى من عائلتها، هي اليوم قلقة من تبعات الاندماج، وأن تكبر ابنتاها في مجتمع لم تتعرف هي وزوجها إليه بعد.
الحمصية الأربعينية ربى تكافح لتتأقلم في المكان الجديد الذي تهابه بقيتهن، "أنا مادرست شي بس الحياة علمتني، شفنا كل شي بنيناه عم ينهد، مكاننا لم يعد يشبهنا"، وتضيف: "وافقت زوجي على هجرة في البحر خطرة، مرغمة، إذ آمل بحياة أفضل لابنتي بعيدا عن تحكم القريب والغريب، هنا تستطيع متابعة حياتها بشكل طبيعي، بعد أن بات ذلك شبه مستحيل في سورية".
أما لميس الأخصائية النفسية التي لم تتح لها فرصة ممارسة اختصاصها في سورية لعدم توافره في المجال الوظيفي، فكانت قناعاتها ثابتة بأفضلية المكان الجديد وقدرته على انتشالها من مستنقع الجمود على حد وصفها، "بدي إنسى ارتباطي بالعرب وبهديك البلاد"، تعلنها صراحة وبشكل حازم، إحساسها بعقم مكانها القديم بمقارنته ببلاد ترفع من الإنسان شأنه وحقوقه والقوانين التي تصونها، "هنا سأبدأ حياة جديدة بعيدة عن العصبية والتخلف"، رغم عدم انسجام أفكارها مع باقي الحاضرات إلا أنها كانت على يقين كامل بصحة قرارها.
جئن اضطرارا، وكل واحدة من خلفية مغايرة، تجمعهن تجربة حفرت أخاديدها فيهن وجعلت قراراتهن المحدودة تتجه أحيانا نحو التطرف، رغم ذلك تطمح كل واحدة في أن تكمل بأقل الخسائر الممكنة في محاولة جاهدة للملمة أشلاء عائلة شتتتها الحرب، في مكان يؤمّن على أقل تقدير حق العيش الكريم.
نساء من جميع الأعمار والجنسيات يغلب عليها السورية، يتشاغلن بأبنائهن وأشيائهن استحياء من الغرباء ووطأة المكان الجديد، "هل أتيت لم شمل" هذا أول ما نطقت به امرأة بجانبي وكأنها تؤنس وحشتها بما في ذلك السؤال من أوجه شبه تجمع غالبية النساء هنا، الهاجس بواجب التأقلم بحكم الحدث الطارئ لم يخف اختلاف كل واحدة من القادمات، يتشاركن بواقعهن الحالي الذي فرض عليهن ويختلفن في وصفه، إذ لم تكن أم محمد الدمشقية راضية عما آلت إليه الأمور "ما تركت كل شي هونيك لاجي ضيع ولادي هون" خوفها الدائم من خسارة أطفالها (في مجتمع لا محرمات ولا تابوهات فيه) وخسارة عادات أصيلة أجهدت في زرعها فيهم قد يشكل حجر عثرة بدربها الطويلة في بلد اللجوء أساس منح الإقامة فيه قائم على "الاندماج".
لميا اللاجئة الفلسطينية في سورية، وصلت بعد معاناة، لم تسمح لها ولعائلتها جنسيتها الفلسطينية سوى الهرب من المحرقة السورية باتجاه لبنان، وتشير إلى أنه بعد تردّي الوضع في لبنان وتفاقم العنصرية والإجرام اللفظي والمعنوي قرر زوجها الخروج وحده باتجاه أوروبا، فبقيت هناك وحيدة، تعيش مع من تبقى من عائلتها، هي اليوم قلقة من تبعات الاندماج، وأن تكبر ابنتاها في مجتمع لم تتعرف هي وزوجها إليه بعد.
الحمصية الأربعينية ربى تكافح لتتأقلم في المكان الجديد الذي تهابه بقيتهن، "أنا مادرست شي بس الحياة علمتني، شفنا كل شي بنيناه عم ينهد، مكاننا لم يعد يشبهنا"، وتضيف: "وافقت زوجي على هجرة في البحر خطرة، مرغمة، إذ آمل بحياة أفضل لابنتي بعيدا عن تحكم القريب والغريب، هنا تستطيع متابعة حياتها بشكل طبيعي، بعد أن بات ذلك شبه مستحيل في سورية".
أما لميس الأخصائية النفسية التي لم تتح لها فرصة ممارسة اختصاصها في سورية لعدم توافره في المجال الوظيفي، فكانت قناعاتها ثابتة بأفضلية المكان الجديد وقدرته على انتشالها من مستنقع الجمود على حد وصفها، "بدي إنسى ارتباطي بالعرب وبهديك البلاد"، تعلنها صراحة وبشكل حازم، إحساسها بعقم مكانها القديم بمقارنته ببلاد ترفع من الإنسان شأنه وحقوقه والقوانين التي تصونها، "هنا سأبدأ حياة جديدة بعيدة عن العصبية والتخلف"، رغم عدم انسجام أفكارها مع باقي الحاضرات إلا أنها كانت على يقين كامل بصحة قرارها.
جئن اضطرارا، وكل واحدة من خلفية مغايرة، تجمعهن تجربة حفرت أخاديدها فيهن وجعلت قراراتهن المحدودة تتجه أحيانا نحو التطرف، رغم ذلك تطمح كل واحدة في أن تكمل بأقل الخسائر الممكنة في محاولة جاهدة للملمة أشلاء عائلة شتتتها الحرب، في مكان يؤمّن على أقل تقدير حق العيش الكريم.