تسود حالة من التوتر والاحتقان في محافظة إدلب على خلفية عزم "هيئة تحرير الشام" افتتاح معبر تجاري مع النظام السوري في ريف حلب، في وقت تحرض فيه الهيئة أهالي المنطقة على رفض اتفاق تسيير الدوريات المشتركة على الطريق الدولي حلب اللاذقية "m4".
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن مئات المتظاهرين من أهالي إدلب وحلب خرجوا مساء أمس في مظاهرات ضد فتح "هيئة تحرير الشام" معبراً تجارياً مع النظام السوري.
وكانت الهيئة قد بدأت أمس بإزالة الألغام والسواتر الترابية من على طريق معارة النعسان ميزناز في ريف حلب الجنوبي الغربي المتاخم لريف إدلب الشمالي الشرقي، وذلك بهدف فتح معبر مع النظام قرب الطريق الدولي حلب دمشق "m5".
وجاءت تلك العملية بالتزامن مع استمرار مؤيدين لـ"هيئة تحرير الشام" وآخرين من الأهالي في تنفيذ اعتصام على الطريق "m4" رفضاً لتسيير الدوريات المشتركة الروسية التركية، والتي من المقرر تسييرها تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار المقر في الخامس من مارس/آذار الماضي.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية أن الجيش التركي رفع سواتر ترابية على الطرق المؤدية إلى النقطة التي تريد فتح هيئة تحرير الشام فيها المعبر مع النظام.
وذكرت المصادر أن الطيران التركي قام بإلقاء منشورات ورقية حث فيها أهالي منطقة إدلب على التعاون معه من أجل تحقيق الهدوء والأمن في المنطقة، كما دعاهم إلى عدم الاستماع إلى الذين يريدون زرع الفتنة بين الأشقاء، وفق تعبير المنشورات.
ويأتي ذلك في ظل استمرار الصمت حتى صباح اليوم من قبل "هيئة تحرير الشام" إذ لم تعلق على موضوع فتح المعبر مع النظام، في ظل تخوف المدنيين في المنطقة من انتقال فيروس كورونا.
يُشار إلى أن تقارير إعلامية وناشطين سوريين يتهمون النظام السوري بالتكتم عن الأعداد الحقيقية للمصابين والوفيات بفيروس كورونا في مناطق سيطرته.
وقال "أبو محمد الإدلبي" من الأهالي لـ"العربي الجديد" إن افتتاح المعبر مع النظام السوري "هو خيانة لدماء الشهداء"، كما أشار إلى أن الهيئة تتعامل بوجهين، تريد فتح معبر مع النظام وترفض تسيير الدوريات على الطريق الدولي، مشددا على أن ذلك قد يكون ذريعة لروسيا والنظام من أجل خرق الاتفاق وعودة العمليات العسكرية ضد المدنيين.
وذكر أن "هيئة تحرير الشام" حاولت في وقت سابق فتح معبر بين سراقب وسرمين، إلا أن الرفض الشعبي حال دون ذلك، والآن تريد الالتفاف وفتحه من مكان آخر.
ومع اقتراب خطر انتشار فيروس كورونا في المنطقة، تم إغلاق كافة المعابر بين المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري ومناطق النظام في شمال غرب سورية، ويعتمد الناس هناك على المواد المصدرة من تركيا إلى المنطقة، وهو ما أثر في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع.
وتعيش المنطقة أوضاعاً إنسانية متردية بسبب الهجمات العسكرية التي شنها النظام السوري على المنطقة في وقت سابق، وأدت إلى تهجير ملايين المدنيين، ومقتل وجرح الآلاف، إضافة إلى دمار واسع في المناطق السكنية.