اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن "قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، إذا تم تأكيده، سوف يمثل تصعيداً صادماً في محاولات السعودية لإسكات المعارضة، بعد حملة الاعتقالات التي نفذتها السلطات بتوجيه من ولي العهد محمد بن سلمان، والتي طاولت رجال الدين، ورجال أعمال، وحتى المدافعين عن حقوق المرأة".
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت السبت عن أحد مصدرين، أحدهما مسؤول تركي، قوله "إن الاستنتاج الأولي للشرطة التركية هو أن خاشقجي قتل في القنصلية السعودية في إسطنبول التي دخلها منذ أربعة أيام ولم يخرج منها.
وأضاف المصدر "نعتقد أن القتل متعمد، وأن الجثمان نقل إلى خارج القنصلية".
ورأت "واشنطن بوست" أن خاشقجي ربما كان يُعتبر خطراً بالنسبة للقيادة السعودية، كونه انشق عنها بعد أن كان مقرباً من العائلة الحاكمة لعقود من الزمان، وعمل كمحرر في وسائل الإعلام السعودية وكمستشار شخصي للأمير تركي الفيصل وهو رئيس الاستخبارات السعودية السابق.
ومع صعود بن سلمان لكرسي ولاية العهد منتصف العام الماضي وقيامه بحملة سبتمبر/أيلول التي استهدفت اعتقال المئات من الدعاة ورجال الدين والأكاديميين المنتمين لتيار الصحوة، غادر جمال خاشقجي البلاد بشكل سري وأعلن أنه سيقيم في منفاه الاختياري وأن ولي العهد دشن عهد الرعب في البلاد، وهو ما سبب هزة كبيرة للنظام السعودي بسبب حجم خاشقجي في الأوساط السياسية، وعلاقاته الكبيرة في أروقة الإعلام العالمي، بالإضافة إلى معرفته بالكثير من خفايا وأسرار النظام أثناء عمله كصحافي ومستشار لعدد من الأمراء.