"وثائقيات" إسرائيلية للتحذير من التحول عن اليهودية

13 يناير 2017
حذرت القناة الثانية الإسرائيلية من "تبخر اليهود" (شان غالوب/Getty)
+ الخط -
في ما يعكس قلقها المتعاظم من الظاهرة وتداعياتها، أقدمت الحكومة الإسرائيلية مؤخراً على تمويل أفلام وثائقية للتحذير من تحول المزيد من اليهود عن اليهودية في العالم وتحديداً في الولايات المتحدة، من خلال الزواج من غير اليهود وعبر تبني أنماط حياة غير يهودية. 

وكشفت مجلة "العين السابعة" الإسرائيلية المتخصصة في مجال الإعلام، الثلاثاء، النقاب عن أن وزارة "الشتات اليهودي"، التي يديرها وزير التعليم نفتالي بينيت، والذي يرأس حزب "البيت اليهودي"، قدمت مبلغ مليوني شيكل (حوالى 600 ألف دولار) لتمويل إنتاج فيلم وثائقي لصالح قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، الأكثر مشاهدة، أعده الصحافي يوآف ليمور، المعلق العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف انتشارا. ونوهت المجلة إلى أن وزارة الشتات خصصت في العام 2015 مبلغ 11 مليون شيكل (3.3 ملايبن دولار) لتنفيذ مشاريع "إعلامية" مماثلة تهدف إلى مواجهة مشكلة التحول عن اليهودية بوسائل إعلامية.

وقد بدأ ليمور تقديمه فيلم "المفقودون"، الذي بث الأسبوع الماضي محذرا من "نذير أسود وقاتم" يتمثل في أنه في غضون سنين "سيتبخر" الوجود اليهودي في العالم بفعل ظاهرة التحول عن اليهودية. وأضاف ليمور، على وقع موسيقي شجن، "كلنا في إسرائيل يشعر بالفخر والزهو بسبب الثقل الهائل والمؤثر لليهود على كل مناحي الحياة في الولايات المتحدة في السياسة والأعمال والاقتصاد والفن والأدب، كلنا يشعر بالرضا العميق بسبب الدور الذي تلعبه القيادات اليهودية في خدمة المصالح الإسرائيلية، كلنا يشعر بالفخر لأن الجميع في الولايات المتحددة يتملق اليهود، لكن كل هذا سيزول ويتبخر في القريب".

وزعم ليمور أن جماعات يهودية كاملة لم تعد قائمة في الولايات المتحدة ومناطق عديدة في العالم بفعل التحول عن اليهودية، مدعيًا أن 100 ألف يهودي يغادرون اليهودية سنويا. وعد ليمور الظاهرة بأنه "خطر استراتيجي على الشعب اليهودي، حيث إن المزيد من أبناء وبنات هذا الشعب الذين يمثلون جيل المستقبل يتركونه".

وامتدح الفيلم بعض الحلول التي وضعتها وزارة الشتات اليهودي لمواجهة التحول عن اليهودية وضمنها الاهتمام بالنساء اليهوديات في أرجاء العالم وتنظيم رحلات لهن لإسرائيل والحرص على عقد لقاءات بينهن وبين المسؤولين الإسرائيليين "حتى يقمن بتعميم الرسائل الإسرائيلية الرسمية لبقية اليهود عبر حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي".

وتبين أن إسرائيل قد خصصت مبلغ 23 مليون شيكل (6.5 ملايين دولار) لتعزيز التواصل مع النساء اليهوديات. وحسب "العين السابعة" فإن الوزارات والمؤسسات الحكومة تساهم بشكل سري في تمويل أعمال وثائقية وتحقيقات صحافية تنشر وتبث في وسائل الإعلام الخاصة من أجل تعميم رسائل دعائية تخدم أهداف الحكومة.

وانتقدت "العين السابقة" قنوات التلفزة الخاصة، وضمنها القناة الثانية التي بثت "المفقودون" لأنها لم تطلع جمهور المشاهدين على حقيقة أن هذه المواد تم تمويلها من قبل الحكومة.
وقد هاجمت صحيفة "هآرتس" الفيلم واعتبرته "دعاية عنصرية" ضد ظاهرة "التحول عن اليهودية"، معتبرة أن الفيلم تم "إغراقه بالرسائل الموجهة". وفي افتتاحيتها الاثنين، أشارت الصحيفة إلى أن الوزير بينيت يحاول بكل طريق ممكنة "ترك بصمات لأيديولوجيته العنصرية الانعزالية في كل مجال".

ونوهت الصحيفة إلى أن هجوم الفيلم على التيارات اليهودية الليبرالية يعكس "الموقف الأرثوذكسي الذي يمثله بينيت والذي يرى أنه لا يمكن أن تكون يهوديا وفي نفس الوقت علمانيا ليبراليا". وشددت الصحيفة على أن الفيلم يمثل "غسيل مخ تقوم به الحكومة عبر القناة الأكثر مشاهدة في إسرائيل. واستهجنت الصحيفة أن تتعاون وسائل إعلام خاصة في بث رسائل عنصرية مقابل المال، معتبرة أن ما قامت به القناة الثانية يدلل على ازدهار الصحافة المتجندة لصالح الدولة.





المساهمون