"اكتبوا؛ فنحن لا نملك دموعاً كافية لتطريز مناديل الصبايا... اكتبوا حتى يصبح السجن عذاباً للسجان ويصبح الوطن أغنية"... هكذا انطلقت دعوة للتدوين، على "فيسبوك" من أجل دعم سجينات الحرية في مصر، من أجل أن يصبح السجن عذاباً للسجان. بحسب ما جاء في نص دعوة التدوين التي حملت عنوان "وجه يارا".
الدعوة استوحت عنوانها من المعتقلة على خلفية مظاهرة الاتحادية، لإسقاط قانون التظاهر، يارا سلام، البالغة من العمر 28 عاماً، مسؤولة العدالة الانتقالية في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، والمدافعة البارزة عن قضايا المرأة لفترة طويلة، والحاصلة على الماجستير في القانون الدولي.
وقضية الاتحادية، يحاكم فيها 23 شاباً وشابة قُبض عليهم يوم 21 يونيو/حزيران الماضي، من مسيرة متوجهة إلى قصر الاتحادية في اليوم العالمي للتضامن مع المعتقلين المصريين للمطالبة بإسقاط قانون التظاهر والإفراج عن المعتقلين.
تم تلفيق تهم للمشاركين في المسيرة بـ"الاشتراك في تجمهر على خلاف القانون"، ثمّ تم الاعتداء على المسيرة من بلطجية بالزجاج والعصي، صحبتهم فيما بعد قوات الأمن بالمدرعات وقنابل الغاز المسيلة للدموع.
وجاء في مضمون الدعوة "هذه دعوة لكتابة نصوص مصرية وعربية وعالمية عن يارا سلام ورفيقاتها من سجينات الحرية في مصر أخيراً، من أجل جمع هذه النصوص في ديوان بعنوان "وجه يارا". ليس مهماً أن تكتب عن يارا أو عن أي بنت من زهراتنا خلف القضبان، يمكن كتابة نصوص عن الحرية بالمعنى الإنساني العام، ويتم إهداؤها لهذه الزهرات".
وساعدت الحملة، مشاركيها في كتابة التدوينات، "الكتابة يمكن أن تكون عن مصر في وجوههن، عن الثورة بأحلامها وشهدائها، عن الحق والخير والجمال والحرية، هذه دعوة للمقاومة بالقصيدة، ودعم فتيات الحرية بالشعر والفن".
واختتمت الدعوة رسالتها إلى المشاركين بـ"نتمنى بالطبع أن تخرج يارا ورفيقاتها من السجن قريباً، ولكن خروجهن لن يمنع الكتابة حتى تكون القصيدة إنذاراً، حتى لا يتكرر ما فعله القمع بضحكات البنات.. اكتبوا فنحن لا نملك دموعاً كافية لتطريز مناديل الصبايا.. اكتبوا حتى يصبح السجن عذاباً للسجان ويصبح الوطن أغنية"