منذ بداية الحصار راح "مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور" يوثّق الأحداث في محافظة دير الزور. وفي آخر تقرير أصدره أوضح أنّ "الحصار المفروض على أحياء الجورة والقصور وهرابش والبغيلية، أنهى شهره العاشر، وتوقف النظام السوري عن إمداد هذه الأحياء بالمواد الغذائية عن طريق مطار دير الزور العسكري بسبب المعارك الطاحنة التي تدور حوله (يذكر أن النظام كان يدخل كميات قليلة جداً من المواد الغذائية)، ما اضطر المدنيين إلى الاعتماد على المواد المهربة من مناطق سيطرة تنظيم داعش إلى مناطق سيطرة النظام، والتي يتقاضى عليها عناصر من الجهتين مبالغ مالية عالية، ما أدى إلى ارتفاع في الأسعار، وسجل المرصد وفاة 8 أشخاص بسبب الجوع الشديد والمرض وعدم تلقي العناية الكافية".
أضاف المرصد أنّ "النظام ما زال يمنع المدنيين من الخروج من الأحياء المحاصرة ويشترط دفع مبالغ وصلت إلى 100 ألف ليرة سورية (530 دولاراً أميركياً) للراغبين في الخروج براً و300 ألف ليرة سورية (نحو 1600 دولار) للراغبين في الخروج جواً". يُذكر أن السفر عبر مطار دير الزور متعذّر من نحو شهر، بسبب المعارك بين النظام وتنظيم "داعش".
كذلك، أشار المرصد إلى "انقطاع كامل للتيار الكهربائي منذ 25 مارس/ آذار 2015 بالإضافة إلى فقدان أنابيب الغاز، ويترافق ذلك مع ارتفاع أسعار المحروقات، والتي تشكل البديل الوحيد الذي يعتمده المدنيون للإنارة أو الطهي، كما أن الأحياء المحاصرة يتم تزويدها بالمياه الملوثة في الكثير من الأوقات بسبب نقص مادة الكلور، وبعض الأحياء لا تزود بالمياه سوى مرة واحدة في الأسبوع، (كشارعي السجن والطب) التابعين لحيّ الجورة".
أما في مجال الصحة، فقد ذكر المرصد أنّ "خدمات المستشفيات العاملة في الأحياء المحاصرة والبالغ عددها اثنَان، تكاد تقارب الصفر، حيث إن مستشفى الأسد تعاني من نقص كبير في الكادر الطبي واللوازم الطبية إلى درجة أنها لم تعد قادرة على استقبال إلا عدد قليل جداً من المدنيين، في حين أن المستشفى العسكري يمتنع عن استقبال المدنيين ويقدّم خدماته فقط لعناصر الجيش والمليشيات التابعة له".
وقد سجّل المرصد في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي "مقتل ثمانية عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني في المعارك الدائرة منذ نحو شهر بين النظام وتنظيم داعش حول مطار دير الزور، بالإضافة إلى مقتل ستة أشخاص تحت التعذيب في سجون النظام كما استهدف تنظيم داعش الأحياء المحاصرة بأكثر من 13 قذيفة سببت أضراراً مادية كبيرة".
اقرأ أيضاً: حدائق سورية مقابر