وبحسب التقارير الإعلامية، يستعد ترامب لاستبدال غرينبلات "غير المؤهل بشخص آخر أقل منه أهلية هو بيركوفيتش"، والذي يظهر سجله أنه فقط صديق شخصي لمستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنر، ودرس في معهد أرثوذكسي في إسرائيل.
وكان ترامب قد كتب، في تغريدة يوم الخميس: "بعد نحو ثلاثة أعوام في إدارتي، سيغادر جيسون غرينبلات للانضمام إلى القطاع الخاص. كان جيسون شخصاً وفياً وصديقاً كبيراً ومحامياً رائعاً. لن ننسى إخلاصه لإسرائيل وسعيه إلى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين". وقال غرينبلات، الذي كانت صفته الرسمية "الممثل الخاص للمفاوضات الدولية" وكان مكلفاً بإعداد الخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة باسم "صفقة القرن"، في بيان، إن عمله في البيت الأبيض كان "امتيازاً". وأضاف، في تغريدة: "أنا ممتن فعلاً للعمل على محاولة تحسين حياة ملايين الإسرائيليين والفلسطينيين وآخرين".
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الجمعة، أن بيركوفيتش (30 سنة)، عدا عن كونه تخرج من جامعة هارفارد في العام 2016 وعمل في الحملة الانتخابية لترامب، وكان مسؤولاً لوجيستياً عن مشروع البث الإعلامي المباشر من برج ترامب ومساعداً لكوشنر، فهو قد تربى تربية يهودية أرثوذكسية، تخللتها دراسة لعامين في معهد أرثوذكسي في إسرائيل، بعد المرحلة الثانوية، وأن ابن عمه هو هوارد فريدمان الذي كان أول يهودي أرثوذكسي يتولى رئاسة لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "آيباك". وأشارت إلى أن تعيين بيركوفيتش مكان غرينبلات يثير الاستغراب والدهشة، بما في ذلك من السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل مارتن أنديك وآخرين، بفعل صغر سنه (30 عاماً).
وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن بيركوفيتش (30 سنة)، المقرب من كوشنر والذي يوصف من قبل البعض بأنه "الفتى المدلل" له، عمل في الحملة الإعلامية للانتخابات الرئاسية. وأوضحت أن بيركوفيتش، الحليف القوي لكوشنر وواحد من مساعديه في واشنطن، سيتسلم منصب غرينبلات، الذي سيغادر بعد الكشف عن "صفقة القرن"، عقب الانتخابات الإسرائيلية في 17 سبتمبر/ أيلول الحالي. وذكرت أن "بيركوفيتش شارك في عدد من اللقاءات الحساسة الخاصة بسياسة الإدارة الأميركية بشأن إسرائيل، بينها تلك الخاصة بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة. وفي فبراير/ شباط الماضي، كان مع كوشنر خلال زياراته إلى سلطنة عمان والبحرين وقطر والإمارات وتركيا والسعودية" استعداداً للكشف عن "صفقة القرن". وأشارت إلى أنه وعلى الرغم من صعوده الصاروخي داخل الإدارة الأميركية، إلا أنه لا يزال حديث العهد بالسياسة، موضحة أنه لم تكن معروفة لبيركوفيتش، خريج هارفرد، أي آراء سياسية قوية، حتى أدخله كوشنر ضمن حملة ترامب الانتخابية في العام 2016، وذلك بحسب سيرة ذاتية في "بيزنيس إنسايدر". وأوضحت أن بيركوفيتش التقى كوشنر للمرة الأولى خلال مباراة لكرة السلة في حفل تخرج في أريزونا، وأنهما ترعرعا في منازل يهودية أرثوذكسية في نيويورك. وبعد تخرجه من المدرسة، زار بيركوفيتش إسرائيل، حيث درس في مدرسة في تل أبيب، قبل أن يكمل دراساته اليهودية في جامعة "نير إسرائيل" في بالتيمور، ومن هناك انتقل إلى جامعة "كوينز" لإنهاء دراساته، قبل أن يحصل على شهادة في القانون من جامعة هارفرد. ومنذ ذلك الوقت، أصبح بيركوفيتش مقرباً من كوشنر، حيث عمل في شركاته الخاصة، ومن ثم في حملة ترامب الانتخابية، وفي النهاية في البيت الأبيض. وخلال عمله لفترة وجيزة في صحيفة "نيويورك أوبزرفر" في العام 2016، كتب بيركوفيتش مقالاً عن معاداة السامية في الجامعات الأميركية.
ووصفت مجلة "فانيتي فير"، من جهتها، بيركوفيتش بأنه "صبي القهوة" لكوشنر، مشيرة إلى أنه يبدو أن غرينبلات قرر الرحيل قبل الكشف عن الجزء الثاني من "صفقة القرن". لكنها تابعت بتهكم أنه لا داعي للخوف لأن بيركوفيتش، الذي حصل على شهادة في القانون في العام 2016، سيحل مكان غرينبلات. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، بريان هوك، سيكون "متورطاً أكثر بالملف".
وذكرت مجلة "أنتليجنسار" من جهتها أن بيركوفيتش هو صديق كوشنر. وأوضحت أنه انضم بعد نيله شهادة القانون من هارفرد، إلى حملة ترامب كمساعد مدير مسؤول عن تحليل المعطيات الخاصة بالحملة الانتخابية. ونقلت عن المبعوث الأميركي السابق لعملية السلام مارتن إنديك، قوله عبر تويتر: "إذا صحت التقارير بأن بيركوفيتش سيخلف غرينبلات فإن ذلك سيعد انحداراً في المنصب". ولفت إلى أنه لا يملك ثقل أو خبرة غرينبلات. مع العلم أن مديرة الاتصالات السابقة في البيت الأبيض، هوب هيكس، سبق أن قالت لموقع "بيزنيس إنسايدر" في عام 2017، إن دور بيركوفيتش إداري بحت ويتمحور حول أمور مثل إحضار القهوة لكوشنر وتنظيم لقاءاته اليومية، لكن كان واضحاً أن دوره يتخطى ذلك بكثير، سواء بسبب اللقاءات التي كان يحضرها برفقة كوشنر أو بسبب ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز في مارس/ آذار 2017، عن إرسال كوشنر بيركوفيتش للقاء السفير الروسي في ذلك الحين سيرغي كيسلياك في ديسمبر/ كانون الأول 2016، والذي أثار جدلاً واسعاً بسبب لقاءاته مع مسؤولي حملة ترامب. وبحسب الصحيفة، تحدث يومها كيسلياك مع بيركوفيتش عن ترتيب لقاء مع سيرغي غوركوف، رئيس مصرف "فنيشكونوم بنك" الحكومي، الذي كان يخضع لعقوبات من جانب إدارة باراك أوباما.
ونقل موقع "بيزنيس إنسايدر" عن عدد من أصدقاء بيركوفيتش إشارتهم إلى وجود شبه بين آراء كوشنر وبيركوفيتش بشأن إسرائيل، بناء على تربيتهما في مدارس يهودية. وأشار إلى أنه لم يعرف أي توجه سياسي لبيركوفيتش قبل انضمامه إلى حملة ترامب الانتخابية. وقال الحاخام جوني أوزان، الذي عاش وتعلم مع بيركوفيتش في مدرسة دينية في إسرائيل، للموقع: "إنه تعريف للهادئ، والبارد، والرزين. إنه لا يعبر عن إحباطه، حتى لو كان هناك سبب لذلك"، موضحاً أن بيركوفيتش تلقى، خلال وجوده في إسرائيل، تعليماً دينياً عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.