تجددت، مساء الجمعة، التظاهرات الشعبية المطالبة بالخدمات، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين، في محافظة البصرة (جنوب العراق)، فيما فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة.
وقال أحد ناشطي احتجاجات البصرة إن التظاهرات بدأت في ساحة العروسة وسط المدينة، قبل أن تنطلق باتجاه مبنى الحكومة المحلية، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن آلاف المشاركين طالبوا بإقالة محافظ البصرة، أسعد العيداني، والحكومة المحلية التي اتهموها بالفساد، والتسبب بتخريب البصرة.
وأشار الناشط إلى دعوة المتظاهرين إلى اعتبار جميع المتظاهرين الذين سقطوا بنيران القوات العراقية في الاحتجاجات السابقة "شهداء"، ومنح أهاليهم جميع الامتيازات التي يتلقاها ذوو قتلى الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، مطالبين بتشكيل حكومة محلية مؤقتة تدير البصرة حتى يحين موعد إجراء الانتخابات المحلية مطلع العام المقبل.
كما أكد المشاركون تمسكهم بجميع المطالب السابقة التي أطلقت قبل نحو شهرين، والمتمثلة بتحسين الخدمات، وتوفير التعيينات، ومنح أهالي البصرة مبالغ مالية شهرية من ثمن بيع النفط، وعائدات المنافذ الحدودية.
ولفت الناشط إلى مشاركة عشرات النساء في التظاهرة، مؤكداً أن "ممارسات القمع الأمنية التي مورست بحق المتظاهرين على خلفية حرق القنصلية الإيرانية، ومقرات لأحزاب ومليشيات لا يمكن أن تخيف المحتجين الذين لن يتراجعوا قبل تحقيق جميع مطالبهم".
إلى ذلك، قال النقيب في شرطة البصرة، علي غالب، إن القوات العراقية فرضت طوقا أمنيا محكما على مكان التظاهرات، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذا الإجراء جاء تحسبا لحدوث خروقات ترافق الاحتجاجات.
وذكر أن قوات الأمن تلقت تعليمات مع الجهات العليا تدعو للتعامل بحزم مع كل من يحاول اقتحام أو حرق مبان حكومية أو خاصة، مشيراً إلى تكثيف القوات العراقية بشكل كبير اليوم الجمعة تحسبا لأي طارئ.
وفي السياق، شهدت ساحة التحرير وسط بغداد تظاهرة مطالبة بتحسين الخدمات، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين.
وقال سمير لعيبي، وهو أحد المشاركين، إن المحتجين خرجوا لمطالبة الحكومة بالالتفات إلى الواقع المتردي على مختلف المجالات، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المتظاهرين طالبوا بمحاسبة المسؤولين الفاسدين محاسبة حقيقية، وعدم الاكتفاء بإطلاق التهديدات والتصريحات.
وأشار لعيبي إلى قيام القوات العراقية بفرض إجراءات أمنية مشددة في محيط ساحة التحرير، كما أن قطع الطرق المؤدية للساحة حال دون وصول عدد من المتظاهرين.