يقول أبو عبد الله لـ"العربي الجديد": "عدنا لأننا لم نعد نحتمل حياة النزوح، وجدت المنزل متضرراً بشكل جزئي، استصلحت منه غرفتين، وبعض الأغراض التي تركناها في المنزل حينما غادرناه تحت القصف".
ويشير إلى أن "تأمين الاحتياجات الأساسية في المدينة لا يزال صعباً، فلا كهرباء، والمواد الغذائية قليلة، إما نذهب إلى بلدات قريبة لجلب ما نحتاجه أو ننتظر قدوم بعض التجار الذين يبيعونها إلى جانب بعض الاحتياجات الأخرى".
بدوره، ينقل أحمد العاصي، لـ"العربي الجديد"، مخاوف أهالي أريحا وبلدات جبل الزاوية من العودة إلى منازلهم، في ظل غموض مستقبل المنطقة، خاصة أولئك الذين تعرضت منازلهم لدمار كلي ولم يعد لهم مأوى ولا دخل لاستصلاحها.
ويلفت إلى أن "العائلات التي عادت إلى المدينة حتى الآن، فضلت الرجوع إلى منازلها بالرغم من عدم استقرار المنطقة، وخاصة أنه لا تزال قرى جنوب جبل الزاوية تتعرض للقصف بين الحين والآخر".
وحول الواقع المعيشي، يبيّن أن "هناك بعض أصحاب المحال التجارية عادوا إلى المدينة وبدأوا يستعيدون نشاطهم بشكل بسيط، لكن الأهالي بحاجة إلى الخدمات والمساهمة بترميم المنازل، والمساعدات الإنسانية، إضافة إلى وسائل النقل لنقلهم مع أثاثهم من مناطق النزوح"، معتبرا أن الأهم من كل ذلك "الضغط على المجتمع الدولي لضمان أمن الناس وإعادتهم إلى بلداتهم، في ظل مخاطر انتشار فيروس كورونا الجديد".
أما في دارة عزة بريف حلب، والتي سبق أن خلت من سكانها خلال الأشهر الأخيرة جراء القصف، فإن الحياة تبدو أفضل، وقد يكون المشهد أقرب لما كان عليه قبل العمليات العسكرية التي بدأت في نهاية العام الماضي، بحسب ما يقول ابن المدينة والناشط الإعلامي ثائر عبيد، لـ"العربي الجديد"، مبينا أن نحو 80 ألف شخص عادوا إلى المدينة خلال أقل من شهر، وهم يمثلون نحو 90 في المائة من أهالي المدينة قبل العمليات العسكرية الأخيرة".
ويشير إلى أن "الكثير من أهالي الريف الغربي الذي سيطر عليه النظام، ونازحين من أرياف إدلب، موجودن اليوم في دارة عزة، في وقت عادت الأفران للعمل، وكذلك مولدات الكهرباء، وتتوفر محال بيع المواد الغذائية، وحتى النقاط الطبية اشتغلت، وإن كان ليس بالمستوى الذي كانت عليه".
من جهته، يقول مدير فريق "منسقو الاستجابة في سورية" محمد الحلاج، لـ"العربي الجديد": "بحسب إحصاءاتنا، فقد عادت أكثر من 11 ألف عائلة من الذين سبق أن نزحوا من أرياف إدلب وحلب خلال الأشهر القليلة الماضية والذين يقدر عددهم بأكثر من مليون شخص".
ويبين أن من بين العائدين أكثر من 28 ألف طفل و20 ألف امرأة"، لافتا إلى أن العائدين قدموا من القرى والبلدات الآمنة والمخيمات الحدودية والعشوائية ومناطق درع الفرات وغصن الزيتون.