ورفع المشاركون في المسيرة صورا للمعارض المغتال وأعلام روسيا ورددوا هتافات مناوئة للسلطات الروسية، مطالبين بمساءلة المحرّضين على قتل نيمتسوف، كما شهد وسط موسكو انتشارا لأفراد الأمن.
وتقدم المسيرة عدد من أبرز المعارضين الروس، ومن بينهم رئيس حزب "بارناس" غير المتمثل في البرلمان، ميخائيل كاسيانوف، ونائبه إيليا ياشين، ومؤسس صندوق مكافحة الفساد، أليكسي نافالني، وغيرهم.
وتضاربت البيانات حول أعداد المشاركين، إذ تحدثت وزارة الداخلية الروسية عن عدد 7500، بينما أشارت حركة "العداد الأبيض" المعنية بحصر أعداد المتظاهرين إلى نحو 24 ألفا، كما اعتبر المنظمون أن العدد كان أكبر كثيرا من ذلك.
وبعد انتهاء المسيرة، توجه المشاركون فيها إلى موقع اغتيال المعارض الروسي على جسر "زاموسكفوريتسكي" على بعد أمتار من الكرملين، لوضع باقات من الزهور، حيث طالبتهم الشرطة بعدم الاحتشاد لـ"عدم عرقلة حركة المارة".
تاتيانا، سيدة روسية سبق لها أن شاركت في نشاط حركة "التضامن" المعارضة، جاءت لوضع زهور في موقع اغتيال نيمتسوف، تقول لـ"العربي الجديد": "كنت منبهرة دائما بنيمتسوف، وكان من واجبي أن آتي إلى هنا لإحياء ذكراه".
وأعربت تاتيانا عن اعتقادها بأن السلطات الروسية حددت بالفعل من يقف وراء اغتيال نيمتسوف، ولكنه لن يتم سجن سوى منفذي العملية في أحسن الأحوال.
وكانت جانا نيمتسوفا، ابنة المعارض المغتال، قد حمّلت، في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عشية الذكرى الأولى للحادثة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المسؤولية السياسية عن اغتيال والدها وفشل التحقيق.
يذكر أن نيمتسوف (55 عاما) قُتل ببضع طلقات في ظهره في ساعة متأخرة من مساء 27 فبراير/ شباط 2015، عندما كان في طريق العودة إلى منزله برفقة عارضة الأزياء الأوكرانية آنا دوريتسكايا.
ورغم مرور عام كامل على وقوع الجريمة واعتقال المشتبه بهم في تنفيذها، لم تتمكن جهات التحقيق الروسية من الوصول إلى المحرضين، بينما تتهم المعارضة الروسية قيادة جمهورية الشيشان وحاكمها، رمضان قديروف، بالضلوع فيها.
ورغم أن نيمتسوف شغل مناصب رفيعة في الدولة الروسية، إلا أنه انضم إلى صفوف المعارضة بعد بضع سنوات على تولي بوتين زمام الرئاسة، وعرف بمواقفه المعارضة لبوتين ورفضه التدخل الروسي في أوكرانيا.
اقرأ أيضا: المعارضة الروسية تتّحد في ذكرى اغتيال رمزها نيمتسوف