واستمرت آية في الرسم والمشاركة بالمعارض الفنيّة رغم الألم وصعوبات المرض الذي أنهى حياتها الزوجية. وظلّت رغم ذلك متمسّكة بأمل الشفاء وأمل تغيير واقعها إلى الأحسن، بإرادة من حديد.
وداخل روضة "ستارز كيدز" للأطفال التي أسستها، كانت الفنانة التشكيلية آية ترسم لوحة فنية بداخلها قبّة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى مع علم فلسطين، في ورشة مصغّرة كان غرضها تعليم الأطفال بعض الفنون، ورسم الابتسامة على شفاههم.
تقول آية في حديث لـ"العربي الجديد": "بداية معاناتي المرضية كانت في العام 2008، حين أُصِبت بألم داخلي شديد، فأخذت علاجاً، لم يأتِ لي بمنفعة، وبعد إجرائي فحوصات طبية متعدّدة، اكتشف الأطباء إصابتي بكتل سرطانية حميدة".
وتلقت آية بعد زواجها علاجاً ليساعدها على الإنجاب، غير أنّ الرياح أتت بما لا تشتهيه نفسها، فتحوّلت الكتل السرطانية الحميدة إلى خبيثة، ونتج عنها سبعة أورام داخلية، ما أنهى حياتها الزوجية".
وأضافت الفنانة الغزيّة: "قد ابدو خسرت حياتي الأسرية والاجتماعية، لكنني لم أخسر موهبتي، فظللت أمارس حياتي بشكل طبيعي، وكأنّي لست مريضة، رغم أنّ جميع الأطباء كانوا يستغربون ابتسامتي الدائمة، حتّى في أحلك الظروف".
ولم تكتفِ آية بتطوير أسلوبها الفني فقط، بل عملت على تطوير أدائها التدريسي للأطفال داخل الروضة لتنمّي قدراتهم، واستخدمت طرقاً مبتكرة لتنمية الذكاء العقلي لهم، باستخدام أدوات بسيطة تجعلهم أقوياء في الملاحظة والحفظ والفهم.
مها برزق، والدة آية، كان لها دورٌ كبير في مساندة ابنتها أثناء المرض، فعملت على مرافقتها إلى كلّ مركز علاج داخل غزّة وخارجها: "عندما ذهبنا لمعالجتها خارج غزّة، لم يصدّق أحد أنّ التي أمامهم مريضة سرطان، فهي كانت تتعامل مع الطاقم الطبي كأنّها مريضة عادية، حتّى أنّها رسمت كلّ من تابعها وأهدت كلّاً منهم لوحة كي يتذكرونها"، تقول أم آية لـ"العربي الجديد".
وتذكر الأم الفلسطينية، أنّ ابنتها أجرت عملية خطيرة جداً، كان يمكن أن تؤدّي إلى شللها الكامل: "طلب الأطباء توقيعها على تعهّد بأنّها المسؤولة عن النتائج، فوقّعت وهي واثقة من عدم حصول ما يتخوّف منه الأطباء".
وتشجّع أم آية ابنتها على الاستمرار في حياتها وتجاوز العقبات، وانتظار النتائج الايجابية دوماً، وتشير إلى أنّها "فخورة بتجربة آية وقصتها مع السرطان والفنّ".