ومن هذا المكان الافتراضي ظهرت الموسيقية المصرية آية متولي، وصل صوتها قبل أدائها على المسرح، وأصبح لها جمهور معقول، تكتب كلماتها بنفسها بعد أن بقيت فترة طويلة تأخذ كلمات من مدوّنات أصدقائها، لكنها وكما تقول في مقابلة سابقة معها كتبت كلماتها لكي لا تعود إلى ذلك المكان الذي تغني فيه شيئاً لا يعبّر عنها.
متولي تغنّي عند العاشرة من مساء اليوم في "مترو المدينة" في بيروت، من ألبومها "بيتك" الذي أطلقته في العام الماضي، ويتضمّن ستّ أغانٍ؛ من بينها: "فين إنت" و"كل ذهب الأرض" و"لحظة فاصلة" و"قيء".
تعتمد الفنانة بشكل أساسي على الغيتار، وتميل في أغانيها إلى نمط الموسيقى الإلكترونية، وغالباً ما تكون الأغنية فيها عبارة تتكرّر أو اثنتين، فالموسيقى هي النص الحاضر.
بالطبع لا يمكن الحديث عن صوت آية متولي كما نتحدّث عن مغنية بالمعنى التقليدي، ثمة شيء في الكلمات والموسيقى يوحي بسخرية من الذات، وثمة شيء في صوتها يوحي بأنه يخرج من مكان عميق ليصلنا بقايا منه، صوتها غير الكامل هذا أو الذي يبدو كما لو كان قادماً من بئر، أساس طريقتها في الغناء فكأن بينها وبيننا حاجز غير مرئي لكنه مسموع.