يُعّد آي ويوي (1957) من أبرز الفنانين الصينيين الذي يقدّمون أعمالاً معاصرة ضمن اشتعالات متعدّدة في النحت وأعمال التجهيز والفيديو آرت والفوتوغرافيا، وتغلب على أعماله معالجة قضايا سياسية وإنسانية ترتبط بقضايا راهنة في بلاده والعالم، والتي يلخّصها "كل شيء فن. كل شيء سياسة".
في معرضه الجديد الذي تحتضنه "مجموعة فنون شمال الراين – وستفاليا" في مدينة دوسلدورف الألمانية منذ العاشر من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل، يذهب الفنان إلى مقاربة تجربة السجن والترحيل من بلاده بسبب مواقفه المعارضة للسلطات الصينية.
بعد سنوات قدّم خلالها عدّة معارض وأعمال حول اللاجئين (السوريين بشكل خاص) الذين يواجهون الموت في طريقهم إلى أوروبا والتمييز والعنصرية بعد وصولهم، يعود آي ويوي إلى حياته الشخصية التي طالما شكّلت موضوعاً أثيراً له في عدد من أعماله.
يتضمّن المعرض تسع تشكيلات أساسية بعضها أعمال اشتغلها خلال السنوات الماضية وعرضها أكثر من مرة، مكوّنة من منحوتات وأفلام وصور فوتوغرافية تتناول ثيمة المراقبة التي تحتل حيزاً كبيراً في أعماله كفنان يتنبى قيم حقوق الإنسان.
من بين أعماله المعروضة واحد بعنوان "بذور عباد الشمس" (2010) وهو سجادة كبيرة تحتوي أكثر من مئة مليون بذرة عباد شمس من البورسلين يقوم بنثرها على مساحة شاسعة، وهي تبعث على التأمل في النبات الذي يظهر من خلال البذور، والإحساس العميق بتجربة الكمية للشيء الواحد بحجم صغير جداً فوق مساحة شاسعة جداً، لكن تراصف البذور يجعلها تُغطي بأوراقها وزهرها سقف المكان مهما اتسعت مساحته.
كما تُعرض منحوتته "مستقيم" (2012) التي تتكوّن من قضبان حديدية تزن 90 طناً جرى تقويمها باليد، وقد جُمعت من منطقة زلزال سيتشوان الذي ضرب الصين عام 2008 وراح ضحيته عشرات الآلاف من المواطنين، في إشارة إلى أن الحكومة الصينية يرجّح أنها حجبت معلومات بشأن القتلى في الكارثة.
كما يُعرض عمله "دائرة الحيوانات" (2011) الذي يمثّل تاريخ العلاقات الفرنسية الصينية خلال القرنين الماضيين، وهو مجموعة من اثنتي عشرة منحوتة عبارة عن رؤوس حيوانات تمثل الأبراج الصينية، وهي منحوتات كانت معروضة في المقرّ الصيفي لإمبراطور الصين، وخلال حرب الأفيون استولى الجيش الفرنسي عليها، وقد استعادت الصين منحوتين منها بعد محاولة بيعها في مزاد علني أثار جدلاً سياسياً ودبلوماسياً حوله.