لم يعد مشروع "موسكو سيتي" مجرد مركز مالي عالمي يضم مقرات لكبرى المصارف وشركات النفط الروسية، بل شكل أيضاً قاعدة لوضع مختلف الحلول الابتكارية مثل حماية الأبراج من الصواعق، ومصاعد فائقة السرعة تتيح الصعود 60 طابقاً في أقل من دقيقة، وتخصيص أدوار كاملة للمرافق والمضخات لتوفير المياه بأعلى الأدوار، ونظم متطورة للتهوية والوقاية من الحرائق، وحتى منظومة مستقلة لتوليد الكهرباء.
أما الشقق السكنية في "موسكو سيتي"، فتبدأ أسعارها من مليون دولار، لتكون في متناول أثرى الأثرياء والنجوم الروس فقط. ومع ذلك، يمكن لجميع سكان موسكو الاستمتاع بالمشاهد من أعلى الطوابق عن طريق زيارة متحف "موسكو سيتي" على ارتفاع 215 متراً.
ويطل المتحف على أبرز معالم العاصمة الروسية مثل نهر موسكو، وأبراج ستالين الشهيرة، بما فيها مبنى جامعة موسكو ووزارة الخارجية الروسية، وقبة كاتدرائية المسيح المخلص، وملعب "لوجنيكي" الذي سيستضيف المباراة الافتتاحية للمونديال 2018 بين روسيا والسعودية في يونيو/حزيران المقبل.
تحول "موسكو سيتي"، بما له أو عليه، إلى جزء لا يتجزأ من حياة الروس ووجد انعكاساً حتى في السينما الروسية، إذ تم فيه تصوير مشاهد فيلم "دوهليس" "بلا روح" من إنتاج عام 2011. وحقق هذا الفيلم نجاحاً كبيراً في روسيا بتناوله قصة مصرفي شاب يكرس كامل طاقته لجني أموال طائلة وإنفاقها على الملاهي الليلية والفتيات الحسناوات، ثم تلقنه الحياة دروساً تدفعه لإعادة النظر في قيمه.
ينقسم سكان موسكو في آرائهم حول إقامة ناطحات السحاب في مدينتهم، بين من يعتبرها رمزاً لتحول العاصمة الروسية إلى مركز اقتصادي عالمي، وآخرون يرونها مباني زجاجية قبيحة أفسدت أسلوب العمارة التقليدية.