ونصير العبيدي أو "صندوق خرائط القواعد الأميركية"، كما أطلق عليه أخيرا، مقاول عراقي متخصص بمجال تجهيز القواعد الأميركية بما تحتاجه من مواد كهربائية أو غذائية واحتياجات العسكريين الأميركيين، قبل انضمامه إلى قوات الحشد العشائري، وهي فصائل مسلحة من أبناء القبائل غربي الأنبار، التي انخرطت في قتال تنظيم "داعش"، ونالت دعما أميركيا بالبداية، قبل أن يتم دمجها مع الحشد الشعبي ككل وتقطع الولايات المتحدة الدعم عنها بشكل نهائي.
وأوضح مصدر في مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية لـ"العربي الجديد"، أن العبيدي قدم معلومات خلال التحقيق معه أكد خلالها ضلوعه في تزويد "كتائب حزب الله" بمعلومات عن قواعد أميركية عدة داخل العراق، جميعها تم استهدافها بالكاتيوشا.
ويضيف المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، أنّ "القوات الأميركية توجد في قواعد عراقية مختلفة وتتخذ شكل قاعدة داخل قاعدة أكبر، وتحيط نفسها بإجراءات مماثلة للإجراءات الأمنية الخارجية الموجودة في القواعد العراقية، وهناك تخويل وبطاقات تسمح للأشخاص بدخولها، ومنهام كان العبيدي وهنا تكمن أهميته".
وتابع المصدر قائلا "العبيدي أدلى بمعلومات مهمة تؤكد تورط كتائب حزب الله في استهداف القواعد، التي توجد فيها القوات الأميركية، حيث يتم تجنب سقوط الصواريخ في الجزء الذي توجد فيه القوات العراقية، فضلا عن معلومات عن طريق وصولهم إلى محيط القواعد وتجاوز قوات الجيش ونقاط التفتيش الموجودة".
وبين أن "العبيدي انخرط أخيرا مع كتائب حزب الله وتم تجنيده حرفيا، وحصل على سلطة ونفوذ واسع في غرب العراق بسبب ذلك"، كاشفا عن أن الضربة الأميركية التي وجهت إلى مليشيا "كتائب حزب الله" في القائم كانت على ضوء تلك المعلومات والموقع المستهدف يعتبر مقر قيادة عمليات متقدم تابع لها.
واعتبر أن الهجوم كان ردا على مقتل مترجم أميركي من أصول عراقية، وإصابة ثلاثة جنود أميركيين خلال عملية قصف قاعدة "كي وان" في محافظة كركوك، مضيفا "لهذا جاءت ضربة القائم، ضدّ مقرات مليشيا كتائب حزب الله، المدعومة من قبل طهران".
وأطلق قادة مليشيات عراقية تهديدات مباشرة ضد الوجود الأميركي في العراق، على أثر ارتفاع عدد ضحايا قصف أميركي لمقر تابع لمليشيا "كتائب حزب الله" إلى 28 قتيلا وأكثر من 55 جريحاً، فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، أن الضربات التي استهدفت منشآت تابعة لـ"حزب الله" في العراق وسورية، مساء أمس الأحد، كانت ناجحة، لافتا إلى أنه لا يستبعد أي خطوات أخرى "إذا لزم الأمر".
إلى ذلك كشف عضو "كتائب حزب الله"، أبو أحمد العسكري، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "عددا من الفصائل المسلحة، سوف تعقد اجتماعاً، مساء اليوم، من أجل مناقشة الرد على الضربة الأميركية على مقرات كتائب حزب الله في القائم"، معتبرا أن المصالح الأميركية في العراق "باتت أهدافا مشروعة لسلاح المقاومة"، وفقا لزعمه.
إلى ذلك، قال النائب عن تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لمليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، كريم عليوي، في اتصال مع "العربي الجديد"، بأن "الاعتداء الأميركي على مقرات الحشد الشعبي، انتهاك صارخ لسيادة العراق، وأمر لا يمكن السكوت عنه، وعلى الحكومة العراقية، الرد على هذا الاعتداء بكل شجاعة وحزم، لمنع تكراره في المستقبل".
وبين عليوي أن "هذا الاعتداء، سيكون دافعا للقوى الوطنية إلى التحرك سريعاً من أجل إقرار قانون إخراج القوات الأميركية من كافة الأراضي العراقية، بعد تصويت مجلس النواب على هذا القانون، وهذا ما سنعمل عليه خلال الأيام المقبلة".
وأصدر رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، الأحد، بيانا شدد فيه على رفضه لأي عمل منفرد من قوات التحالف، مبينا أن ما حصل اليوم انتهاك خطير يهدد أمن العراق والمنطقة. وقال الناطق باسم القائد العام، عبد الكريم خلف، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية "واع"، إن "عبد المهدي أكد الرفض لأي عمل منفرد تقوم به قوى التحالف أو أي قوى أخرى داخل العراق، ونعتبره انتهاكا للسيادة العراقية وتصعيدا خطيرا يهدد أمن العراق والمنطقة".