من حين إلى آخر، تشتعل الحرب القبلية في ولايات درافور وتُستخدم فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة، تخلّف مئات الضحايا من قتلى وجرحى بالرصاص الحيّ. أمّا الشرارة الأولى فتكون عادة سرقة مواشٍ (أبقار)، أو نزاعا بين مزارعين ورعاة.
وتمثل سرقات المواشي العامل الأساسي في كل النزاعات القبلية التي اندلعت في دارفور خلال السنوات الأخيرة. ويمكن لسرقة بقرة واحدة أن تقود إلى حرب يُقتل فيها نحو 500 شخص ما عدا الجرحى، في حين تتزايد حدّة العداء بين القبائل المتحاربة.
الأبقار والمواشي عموماً هي المورد الأساسي للحياة بالنسبة إلى أهالي دارفور، إذ يعتمد ثلاثة أرباع المجتمع على الماشية والزراعة فقط، من دون أن تتوفّر له البدائل كما هي الحال في المدن.
يقع إقليم دارفور في الجزء الغربي من السودان، وتغطي مساحته خمس البلاد وينقسم إلى خمس ولايات تقطنها إثنيات مختلفة من عرب وأفارقة. ويصل تعداد سكانها وفق آخر مسح أعدّ في عام 2008 إلى نحو 7.5 ملايين نسمة. وهذا الإقليم هو آخر المناطق التي ضمّها الاستعمار البريطاني إلى السودان، وقد بقي دولة مستقلة ذات سيادة من عام 1650 إلى 1917 يُعرف بـ"سلطنة الفور". يُذكر أنّ الإقليم عُرِف تاريخياً بصناعة كسوة الكعبة. إلى ذلك، اندلعت في الإقليم حرب أهلية في عام 2003، قُتِل خلالها وفقاً لمنظمات مدنية ودولية نحو 300 ألف شخص وشُرّد 2.7 مليون بين نازح ولاجئ.
يقول الباحث الدكتور محمد عيسى عليو لـ "العربي الجديد" إنّ "الأبقار والماشية عموماً هي مصدر رزق الإنسان وعلّة وجوده في المجتمع الدارفوري، الأمر الذي يدفعه إلى الحرص على رعايتها". يضيف أنّه "مع غياب هيبة الدولة وسلطتها، يعمد الدارفوريون إلى القبائل لاسترداد حقوقهم، لا سيّما ما سُرِق من مواشٍ. لكنّهم لا يدركون أنّ تتبّع أثر أبقارهم وسعيهم إلى استعادها سوف يؤدّيان إلى إزهاق أرواح كثيرة". ويوضح عليو أنّه "بعد وقوع السرقة، يتتبع المتضرّر أثر السارق، وقد يقع في كمين يخسر فيه حياته هو أو من يرافقه في تلك المهمة. فيتفاقم الأمر من ملاحقة أبقار مسروقة إلى حرب قبليّة". ويشير إلى أنّ "الأبقار والمواشي بأنواعها تمثّل قيمة كبيرة لدى أهالي دارفور، إذ هي موردهم الوحيد، بخلاف الذين يعتمدون على الزراعة. فهي تعين الناس في معيشتهم، وتتيح للمرء أن يتزوّج وينجب الأولاد ويربّيهم، بالإضافة إلى حصوله على علاج طبي في حال احتاجه، وسط غياب أيّ دعم من قبل الدولة. لذا يحرصون على رعايتها".
اقــرأ أيضاً
وتمثل سرقات المواشي العامل الأساسي في كل النزاعات القبلية التي اندلعت في دارفور خلال السنوات الأخيرة. ويمكن لسرقة بقرة واحدة أن تقود إلى حرب يُقتل فيها نحو 500 شخص ما عدا الجرحى، في حين تتزايد حدّة العداء بين القبائل المتحاربة.
الأبقار والمواشي عموماً هي المورد الأساسي للحياة بالنسبة إلى أهالي دارفور، إذ يعتمد ثلاثة أرباع المجتمع على الماشية والزراعة فقط، من دون أن تتوفّر له البدائل كما هي الحال في المدن.
يقع إقليم دارفور في الجزء الغربي من السودان، وتغطي مساحته خمس البلاد وينقسم إلى خمس ولايات تقطنها إثنيات مختلفة من عرب وأفارقة. ويصل تعداد سكانها وفق آخر مسح أعدّ في عام 2008 إلى نحو 7.5 ملايين نسمة. وهذا الإقليم هو آخر المناطق التي ضمّها الاستعمار البريطاني إلى السودان، وقد بقي دولة مستقلة ذات سيادة من عام 1650 إلى 1917 يُعرف بـ"سلطنة الفور". يُذكر أنّ الإقليم عُرِف تاريخياً بصناعة كسوة الكعبة. إلى ذلك، اندلعت في الإقليم حرب أهلية في عام 2003، قُتِل خلالها وفقاً لمنظمات مدنية ودولية نحو 300 ألف شخص وشُرّد 2.7 مليون بين نازح ولاجئ.
يقول الباحث الدكتور محمد عيسى عليو لـ "العربي الجديد" إنّ "الأبقار والماشية عموماً هي مصدر رزق الإنسان وعلّة وجوده في المجتمع الدارفوري، الأمر الذي يدفعه إلى الحرص على رعايتها". يضيف أنّه "مع غياب هيبة الدولة وسلطتها، يعمد الدارفوريون إلى القبائل لاسترداد حقوقهم، لا سيّما ما سُرِق من مواشٍ. لكنّهم لا يدركون أنّ تتبّع أثر أبقارهم وسعيهم إلى استعادها سوف يؤدّيان إلى إزهاق أرواح كثيرة". ويوضح عليو أنّه "بعد وقوع السرقة، يتتبع المتضرّر أثر السارق، وقد يقع في كمين يخسر فيه حياته هو أو من يرافقه في تلك المهمة. فيتفاقم الأمر من ملاحقة أبقار مسروقة إلى حرب قبليّة". ويشير إلى أنّ "الأبقار والمواشي بأنواعها تمثّل قيمة كبيرة لدى أهالي دارفور، إذ هي موردهم الوحيد، بخلاف الذين يعتمدون على الزراعة. فهي تعين الناس في معيشتهم، وتتيح للمرء أن يتزوّج وينجب الأولاد ويربّيهم، بالإضافة إلى حصوله على علاج طبي في حال احتاجه، وسط غياب أيّ دعم من قبل الدولة. لذا يحرصون على رعايتها".