أبو مرزوق: سوء الفهم بين "حماس" وإيران انتهت أسبابه

31 ديسمبر 2014
أبو مرزوق: الاتصالات لم تنقطع مع مصر (أشرف عمرا/الأناضول)
+ الخط -
تكفّل الإيرانيون و"حزب الله" اللبناني، في القيام بدور لإقناع النظام السوري بضرورة تطوير العلاقة بين طهران وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ما يعني أنّ النظام يعارض هذا التطور، بعد فتور في العلاقة سببه موقف الحركة من الثورة السورية، وفق ما ذكرت مصادر واسعة الإطلاع لـ"العربي الجديد".

وتشير المصادر، إلى أنّ "طهران وحزب الله يقومان حالياً بعملية تسويق لتطوير العلاقة مع حماس، بعد قطعها في السابق، إكراماً من إيران لنظام بشار الأسد الذي اعتبر موقف حماس من الثورة ضده، خيانة لا يمكن نسيانها أو غفرانها".
وتلفت المصادر، إلى أنّ "الحديث عن تسويق عودة العلاقة يبدو صعباً بعض الشيء، لكنه في الوقت ذاته ليس مستحيلاً، خصوصاً أن إيران فقدت بفقدان حماس كحليف مهم لها، وزناً كانت هي في حاجته، كما أن الحركة في حاجتها، في إطار المصالح المتبادلة".

غير أنّ ما بدا من قوة للحركة في صدّها عدوان 2014 على غزة، وقدراتها التي أذهلت الإيرانيين، الذين ظنّوا للحظات أنها قد تعاني وضعاً صعباً عسكرياً، بعد أنّ أوقفوا عن الحركة الدعم المالي والعسكري، بدّل كثيراً من الحسابات لدى طهران و"حزب الله"، وفق ذات المصادر.

وتؤكدّ المصادر، أنّ هناك زيارة مرتقبة لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، خالد مشعل، لطهران، لكنها لم تحدد بعد، وتعتقد المصادر أن هذه الزيارة وتحديد موعدها وجدولها، رهنّ بقدرة "حزب الله" وطهران على اقناع نظام بشار الأسد بالزيارة، خصوصاً أنّ النظام يرى في مشعل، المتسبب الأول في موقف "حماس" المحابي للثورة في سورية.​

وفي السياق، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، لـ"العربي الجديد"، أن "العلاقات مع إيران آخذة في التطور"، مشيراً إلى أنه "كان هناك خلاف في وجهات النظر وسوء تفاهم بين الطرفين، ولكن انتهت أسبابه، وتم حل النقاط الخلافية".

ورأى أبو مرزوق أنّ الفترة المقبلة "قد تشهد تبادلاً للزيارات الرسمية بين الطرفين"، مشدداً على أنه "لا توجد أجندات خاصة لدى الحركة، ولكن بما أننا حركة مقاومة وأرضنا محتلة فنحن في حاجة إلى مساعدة الجميع".

وكان المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري للحركة، قد وجه التحية لإيران خلال العرض العسكري الذي نظمته الكتائب في قطاع غزة أخيراً لمناسبة الذكرى الـ27 لانطلاق "حماس".

وعلى صعيد العلاقات مع مصر، وما إذا كانت ستشهد تحسناً في ضوء بعض المتغيّرات وفي مقدمتها إحالة رئيس الاستخبارات المصري السابق فريد التهامي للتقاعد، وبوادر المصالحة المصرية ـ القطرية، أشار أبو مرزوق إلى أنه يصعب التكهن بذلك. لكنه استدرك بالقول إنه "لو أراد الطرف المصري فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الحركة، فسنكون مرحبين بذلك".

وأوضح أبو مرزوق، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاتصالات لم تنقطع مع الجانب المصري طوال الفترة الماضية"، إلا أنه لفت إلى أنها ليست "بالشكل الواسع"، على حد تعبيره.

ونفى أبو مرزوق ما رددته بعض وسائل الإعلام المصرية عن أن السلطة في مصر ترهن إعادة العلاقات مع الحركة بضرورة تسليم قائمة من المطلوبين لديها إلى القاهرة، قائلاً: "لم يخاطبنا الجانب المصري لتسليمه أي مطلوبين موجودين بالقطاع". وأضاف: "كما أنه لا يوجد في قطاع غزة مَن يرتكب أي أعمال في سيناء"، لافتاً إلى أن "المنطقة العازلة بين سيناء والقطاع باتت أمراً واقعاً وأن كافة الأنفاق تم إغلاقها بالكامل".



المساهمون