يعيش اليمن أجواء متوترة مهددة بالتطور إلى حرب، حيث أعلن الرئيس عبد ربه منصور هادي، أنه سيعمل على رفع علم "الجمهورية اليمنية" في صعدة، وفي الوقت الذي أعلنت فيه جماعة، "أنصار الله" (الحوثيين) "التعبئة العامة"، ووجهت قوات الجيش والأمن بالتصدي لما قالت إنه حرب يتعرض لها "الشعب" على كل المستويات، أصدر حزب "المؤتمر الشعبي"، المتهم بالتحالف مع الحوثيين، بياناً دعا فيه إلى الاصطفاف لمواجهة الإرهاب وعجز الدولة.
ودعا هادي، اليوم السبت، في أول خطاب متلفز له، منذ انتقاله إلى عدن، قوات الجيش والأمن للوقوف مع "الشرعية" التي يمثلها، وقال في سياق حديثه عن الغارات الجوية التي استهدفته في عدن إن "تلك الممارسات المجنونة واللامسؤولة لن تثنينا عن تحملنا للمسؤولية حتى نوصل البلاد إلى بر الأمان ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبال مرّان في صعدة (معقل الحوثي الأول) بدلاً عن العلم الإيراني".
من جهتها، أعلنت "اللجنة الثورية العليا"، التي تعد أعلى سلطة وفقاً للإعلان الانقلابي لجماعة الحوثيين في السادس من فبراير/شباط الماضي "التعبئة العامة" وبررت دعوتها بأنها تأتي إدراكاً لـ"خطورة الوضع الأمني في البلد وما يتطلبه من يقظة كاملة لما يحاك من مؤامرات خارجية ضد الوطن وانطلاقاً من واجبات اللجنة الثورية العليا في حماية أمن واستقرار الوطن وحماية حياة المواطنين من جرائم القوى الإرهابية".
وأضافت في بيان لها السبت، أنه و"نظراً لحالة الحرب المفروضة على الشعب اليمني على كافة المستويات"، فإنها "تعلن حالة التعبئة العامة وتوجه المؤسستين الأمنية والعسكرية بالقيام بواجباتهما في التصدي لهذه الحرب القذرة".
اقرأ أيضاً: استمرار وصول التعزيزات العسكرية إلى تعز وتجنيد الشباب بالخوخة
من جهته، حمّل حزب "المؤتمر الشعبي"، الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ويتهم بالتحالف مع الحوثيين، قيادة البلاد "المسؤولية الكاملة عن الدماء التي سالت والممتلكات التي أهدرت"، واتهمها بأنها "سمحت لعناصر الإرهاب من القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية بارتكاب هذه الجرائم ولم تتخذ أي إجراءات تردع المجرمين عن ارتكاب جرائمهم سواء في العاصمة أو عدن أو لحج أو صعدة".
وأوضح حزب صالح في بيان له مساء السبت، أنه أصبح من الضروري أن "يتصدى الشعب اليمني بكافة قواه ومكوناته لقوى العنف والإرهاب ومواجهة عجز الدولة باصطفاف كافة القوى والمكونات السياسية والمجتمعية لإخراج اليمن من نفق الصراع والإرهاب".
ويلتقي الاتهام الذي وجهه الحزب لـ"قيادة البلاد" بالسماح لـ"العناصر الإرهاب"، مع اتهامات مماثلة وجهها الناطق الرسمي لجماعة الحوثيين، محمد عبد السلام، لهادي بالتحالف مع "القاعدة".
وتأتي هذه التطورات بالترافق مع وصول تعزيزات عسكرية من قوات الأمن الخاصة إلى تعز، القريبة من عدن، ويرى معارضوها أنها في الطريق إلى عدن.
ويرسم خطاب هادي وبيانا "الحوثيين" وحزب صالح، شبح الحرب في بلاد تعاني تعدد السلطات على حساب تراجع سلطة الدولة الشرعية.
اقرأ أيضاً: الرئيس اليمني: باقٍ في منصبي حتى إقرار الدستور